مجزرة قرية أرزة بريف حماة.. مقتل 10 من الطائفة العلوية على يد مسلحين مجهولين
شهدت قرية أرزة الواقعة في ريف حماة الشمالي الغربي جريمة ومجزرة مروعة، حيث أقدم مسلحون مجهولون على إعدام 10 مدنيين من الطائفة العلوية بدم بارد، بعد طرق أبواب منازلهم وإطلاق النار عليهم من أسلحة فردية مزودة بكواتم صوت، وفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مجزرة قرية أرزة الجديدة تضاف إلى سلسلة طويلة من عمليات التصفية والانتقام التي تشهدها سوريا منذ بداية عام 2025، مثل مجزرة قرية فاحل والتي راح ضحيتها أكثر من 228 شخصًا في مختلف المحافظات، وسط تصاعد العنف والفوضى الأمنية في القرى التي يسكنها أبناء الطائفة العلوية.
تفاصيل مجزرة قرية أرزة بريف حماة
وقعت المجزرة فجر الجمعة 31 يناير 2025، حينما تسلل المسلحون إلى القرية التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية، وقاموا بطرق أبواب المنازل وإطلاق النار على الضحايا من مسافات قريبة باستخدام أسلحة مزودة بكواتم صوت، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص على الفور.
وبحسب مصادر محلية، لم يُعرف بعد الجهة المسؤولة عن الهجوم، فيما تسود حالة من التوتر والقلق بين سكان القرية والمناطق المحيطة، وسط تعتيم إعلامي حول تفاصيل الجريمة.
ارتفاع وتيرة العنف في سوريا عام 2025
وفقًا لـ المرصد السوري لحقوق الإنسان، شهدت سوريا منذ مطلع عام 2025 105 عمليات اغتيال وتصفية، راح ضحيتها 228 شخصًا، وهو ما يعكس تصاعد حالة الفلتان الأمني وانتشار عمليات القتل الممنهج في مختلف المحافظات.
وتشمل عمليات العنف الأخيرة استهداف شخصيات عسكرية ومدنية، إضافة إلى عمليات تصفية تطال شيوخ عشائر وقادة ميدانيين ومواطنين عاديين، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في البلاد.
أسباب ودوافع مجزرة قرية أرزة
تُرجح بعض التحليلات أن هذه الهجمات تأتي في سياق عمليات انتقامية بين فصائل مسلحة، حيث تشهد بعض المناطق السورية صراعات بين الميليشيات الموالية للنظام والفصائل المسلحة المعارضة.
تشير تقارير أخرى إلى أن بعض عمليات القتل قد تكون نتيجة صراعات داخلية بين الجماعات المسلحة نفسها، حيث تشهد بعض المناطق تصفيات حسابات بين المجموعات المتنافسة على النفوذ والموارد.
هناك أيضًا احتمال أن تكون خلايا إرهابية وراء المجزرة، خصوصًا مع استمرار نشاط بعض الفصائل المتطرفة التي تسعى إلى إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في مناطق سيطرة النظام السوري.
ردود الفعل المحلية والدولية
أثارت المجزرة حالة من الغضب والخوف بين سكان المنطقة، فيما لم تصدر السلطات السورية أي تعليق رسمي حول الحادث حتى الآن.
عقب الهجوم، انتشرت قوات الأمن السورية في محيط قرية أرزة، وبدأت بتمشيط المنطقة بحثًا عن منفذي المجزرة، فيما تحدثت مصادر عن حملة اعتقالات في بعض القرى المجاورة بحثًا عن المشتبه بهم.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أدان الجريمة، ودعا إلى فتح تحقيق عاجل لمعرفة الجناة ومحاسبتهم، محذرًا من تصاعد موجات العنف التي تهدد الأمن والاستقرار في سوريا.
حذرت منظمات حقوقية من أن مثل هذه العمليات قد تؤدي إلى تفجر الوضع الأمني في سوريا بشكل أكبر، خصوصًا مع استمرار الغموض حول الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم.
ماذا بعد؟ سيناريوهات محتملة
من المرجح أن تشهد المنطقة حملة أمنية واسعة لتعقب منفذي الهجوم، وقد يتم فرض إجراءات أمنية مشددة لمنع تكرار مثل هذه العمليات.
نظرًا لأن الضحايا من الطائفة العلوية، فهناك مخاوف من أن تؤدي هذه الحادثة إلى تأجيج التوترات الطائفية، خاصة إذا لم يتم القبض على الجناة ومحاسبتهم.
إذا لم تتم السيطرة على الوضع الأمني، فمن المتوقع استمرار عمليات القتل الممنهج في مناطق أخرى من سوريا، مما قد يؤدي إلى انهيار أمني أوسع نطاقًا.
تشكل مجزرة قرية أرزة في ريف حماة حلقة جديدة في مسلسل العنف والاغتيالات التي تعصف بسوريا منذ سنوات، ومع تصاعد الفوضى الأمنية، يزداد الضغط على النظام السوري الجديد لوقف موجة العنف ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم.
ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه الجريمة الأخيرة، أم أنها مجرد بداية لموجة جديدة من التصعيد في سوريا؟.