من هو نور الدين مرداسي؟ قصة إعلامي جزائري صنع تاريخ الصحافة الوطنية

فقدت الجزائر والعالم الإعلامي أحد أبرز رموزه الصحفي نور الدين مرداسي، الذي وافته المنية يوم أمس 9 فبراير 2025 عن عمر يناهز 82 عامًا، كان الراحل من أعمدة الصحافة الجزائرية، وكرّس حياته لخدمة الإعلام الوطني من خلال تحليل الأحداث الوطنية والدولية، وتقديم رؤية نقدية حول القضايا السياسية والاجتماعية.
مع خبر وفاته، عمّ الحزن في الأوساط الإعلامية والسياسية، حيث أشادت العديد من الشخصيات العامة بمساهماته الكبيرة في الصحافة الجزائرية، معتبرةً أنه ترك فراغًا لا يمكن تعويضه، في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل وفاته سبب وفاة نور الدين مرداسي، مسيرته المهنية، أبرز أعماله، وردود الفعل على رحيله.
تفاصيل وفاة نور الدين مرداسي
توفي الإعلامي الجزائري نور الدين مرداسي يوم 9 فبراير 2025 عن عمر 82 عامًا، في خبر أحزن الأوساط الصحفية والإعلامية، لم يتم الإعلان رسميًا عن سبب الوفاة، لكن تشير التقديرات إلى أنها ناتجة عن أسباب طبيعية مرتبطة بتقدمه في العمر.
شكل رحيله خسارة كبيرة للصحافة الجزائرية، حيث كان أحد أعمدتها لعقود، تاركًا إرثًا إعلاميًا حافلًا بالتحليل العميق والمهنية العالية.
رغم أن التغطية الإعلامية لخبر وفاته كانت واسعة، إلا أن التقارير الرسمية تؤكد أنه ظل نشطًا حتى أيامه الأخيرة، حيث كان يقدم تحليلات سياسية وإعلامية معمقة، ويشارك في عدة نقاشات حول مستقبل الصحافة الجزائرية.
من هو نور الدين مرداسي؟
بدأ نور الدين مرداسي مشواره الصحفي عام 1965 بالانضمام إلى جريدة “المجاهد”، التي كانت واحدة من أبرز الصحف الجزائرية في ذلك الوقت، خلال أكثر من 10 سنوات، قدم مرداسي تحليلات متميزة وشارك في تغطية أهم الأحداث السياسية والاجتماعية في الجزائر.
في عام 1976، انتقل إلى أسبوعية “الجزائر الأحداث” حيث أصبح كاتبًا للافتتاحيات، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1990.
تميزت افتتاحياته بالتحليل العميق والرؤية النقدية، مما جعل اسمه يتصدر المشهد الإعلامي في الجزائر، واعتبره الكثيرون أحد أهم الصحفيين الذين ساهموا في توجيه الرأي العام الجزائري خلال تلك الفترة.
بعد مغادرته “الجزائر الأحداث”، خاض مرداسي تجربة جديدة في إدارة مجلة “فارييتي ماغازين”، لكنه لم يستمر طويلًا في هذا المنصب، حيث عاد إلى “الجزائر الأحداث” ليتولى قيادة قسم التحرير، ويواصل تقديم رؤيته الإعلامية المتميزة.
في عام 2000، انضم إلى يومية “ليكسبريسيون”، حيث شغل عدة مناصب قيادية، وقدم تحليلات سياسية واقتصادية مهمة.
أبرز إسهاماته في “ليكسبريسيون”
- تقديم افتتاحيات تحليلية للأحداث الوطنية والعالمية.
- العمل على رفع مستوى الصحافة الاستقصائية في الجزائر.
- توجيه جيل جديد من الصحفيين عبر خبرته وتوجيهاته.
طوال مسيرته، كان معروفًا بتواضعه وانضباطه المهني، وكان دائمًا حريصًا على تقديم محتوى صحفي مهني ومحايد يعكس واقع الجزائر والعالم بموضوعية.
ردود الفعل حول وفاة نور الدين مرداسي
وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان يعزي في وفاته
في بيان رسمي، تقدم وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان بأحر التعازي لعائلة نور الدين مرداسي، مشيدًا بـ إسهاماته الكبيرة في الصحافة الجزائرية.
قال الوزير في تصريحه:
“لقد فقدنا أحد أعمدة الإعلام الجزائري، كان الراحل مثالًا في المهنية والالتزام، وسيظل اسمه خالدًا في ذاكرة الصحافة الجزائرية.”
إذاعة الجزائر الدولية تنعي الفقيد
أصدرت إذاعة الجزائر الدولية بيانًا نعت فيه الفقيد، وأكدت على أهمية دوره في تطوير الصحافة الجزائرية، وأشادت بـ تحليلاته العميقة وكتاباته الرصينة.
مقتطف من بيان الإذاعة:
“الراحل نور الدين مرداسي كان صوتًا قويًا في الإعلام الجزائري، وسيبقى إرثه المهني مصدر إلهام للأجيال القادمة.”
تعازي الصحفيين الجزائريين
العديد من الصحفيين الجزائريين البارزين عبروا عن حزنهم العميق لوفاة مرداسي، معتبرين أنه كان أستاذًا لهم ومصدر إلهام في عالم الصحافة.
الصحفي الجزائري كمال بوسالم كتب على حسابه:
“وداعًا أستاذي ومعلمي.. لن أنسى نصائحك ودعمك لي في بداية مشواري المهني.”
إرث نور الدين مرداسي وتأثيره على الصحافة الجزائرية
يعد نور الدين مرداسي من الشخصيات الإعلامية التي أسست لمعايير مهنية رفيعة في الصحافة الجزائرية، حيث ساهم في:
- تطوير التحليل السياسي العميق في الصحافة الجزائرية.
- تدريب أجيال من الصحفيين الذين أصبحوا اليوم أسماء بارزة في المجال الإعلامي.
- تعزيز استقلالية الصحافة من خلال كتاباته النقدية والمتوازنة.
حتى بعد وفاته، سيظل إرثه الإعلامي حاضرًا في الصحافة الجزائرية، وسيبقى اسمه علامة بارزة في تاريخ الإعلام العربي.
برحيل نور الدين مرداسي، فقدت الجزائر صحفيًا مخضرمًا أثرى الإعلام الجزائري لعقود، وكان مثالًا يُحتذى به في المهنية والالتزام، ستظل إسهاماته خالدة، وسيبقى صوته حاضرًا من خلال أرشيف مقالاته وتحليلاته.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.