حكم صيام الخميس والجمعة القادمين ويوم الشك – آراء العلماء
مع اقتراب شهر رمضان المبارك 2025، يكثر التساؤل حول حكم صيام الخميس والجمعة القادمين (28 و29 شعبان 1446 هـ – الموافق 27 و28 فبراير 2025)، خاصة مع تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من التقدّم على رمضان بيوم أو يومين، إلا في حالات معينة.
فقد بدا البحث والحديث في الاعلام والقنوات الدينية عن حكم صيام الخميس والجمعة القادمين قبل رمضان 1446 وآراء العلماء، وما حكم صيام يوم الشك ومتى يكون جائزًا ومتى يكون محرمًا، هل يجوز صيام الخميس والجمعة بنية استقبال رمضان؟ إليك الحكم الشرعي.
في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل حكم صيام هذين اليومين وفقًا للفقه الإسلامي، وحكم صيام يوم الشك، وآراء العلماء حول ذلك، مع بيان متى يكون الصيام جائزًا أو مكروهًا أو محرمًا.
ما حكم صيام يوم الخميس والجمعة القادمين؟
يختلف حكم صيام يومي الخميس والجمعة الأخيرين من شهر شعبان وفقًا لنية الصائم: إذا كان الصيام عادةً للصائم (مثل صيام الإثنين والخميس أو صيام يوم وإفطار يوم).
يجوز الصيام لمن اعتاد على صيام الخميس أو الجمعة دون نية التقدم على رمضان أو الاحتياط له، استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم” (رواه البخاري ومسلم).
إذا كان الصيام قضاءً عن رمضان أو وفاءً بنذر أو كفارة، يجوز الصيام في هذه الحالة، لأن قضاء الفريضة مقدم على النهي عن صيام الأيام الأخيرة من شعبان.
أما إذا كان الصيام بنية الاحتياط لدخول رمضان أو تعظيمًا لاستقبال الشهر، يُكره أو يُحرم صيام الخميس والجمعة بنية الاحتياط، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، كما جاء في حديث:
“صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين” (رواه البخاري ومسلم).
أي أن الشريعة لم تجعل هناك حاجة لصيام الأيام الأخيرة من شعبان بنية الاحتياط لدخول رمضان.
إذا صام يوم الخميس فقط دون الجمعة، لا بأس في ذلك، خاصة لمن اعتاد صيامه، لأنه لا يُعتبر وصلًا لشعبان برمضان.
إذا صام يوم الجمعة منفردًا، يُكره إفراد يوم الجمعة بالصيام، إلا إذا وافق عادة صيام الصائم أو كان قضاءً أو نذرًا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا يصومن أحدكم يوم الجمعة، إلا أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده” (متفق عليه).
ما حكم صيام يوم الشك (30 شعبان)؟
يوم الشك هو اليوم الاخير من شعبان إذا لم تثبت رؤية هلال رمضان، فقد جاء النهي عن صيامه في حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه:
“من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم” (رواه الترمذي وصححه الألباني).
يُحرم صيام يوم الشك إذا كان بنية الاحتياط لرمضان، أما إذا كان الصيام قضاءً أو عادةً للصائم، فلا حرج في ذلك.
حكم صيام الخميس والجمعة بنية الاستعداد لرمضان
صيام الخميس والجمعة بنية الاستعداد لرمضان وتعظيمه غير مشروع، لأن الصيام لا يكون بهذه النية إلا إذا كان في شعبان كاملًا كعادة، مثلما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
جاء في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها:
“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيته استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان” (رواه البخاري ومسلم).
دعاء الجمعة الأخيرة من شعبان – استقبال رمضان
مع حلول الجمعة الأخيرة من شعبان، يستحب الإكثار من الدعاء والتوجه إلى الله بطلب المغفرة والبركة في رمضان. ومن الأدعية المستحبة:
- “اللهم بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام، وتقبل منا صالح الأعمال، واغفر لنا تقصيرنا، ووفقنا لما تحب وترضى”.
- “اللهم اجعل هذا الشهر المبارك شهر خير وبركة علينا، واغفر لنا ذنوبنا، وتقبل صيامنا، وأصلح قلوبنا، وبلغنا ليلة القدر”.
- “اللهم اجعلنا في رمضان من المقبولين، واكتب لنا فيه الخير والبركات، وأعنا على الطاعة والتقوى، وبارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا”.
الخلاصة و الحكم الشرعي
- صيام الخميس بنية العادة (مثل صيام الإثنين والخميس): جائز
- صيام الخميس بنية القضاء أو النذر أو الكفارة: جائز
- صيام الجمعة منفردًا : مكروه
- صيام الخميس والجمعة معًا بنية الاحتياط لرمضان : مكروه أو محرم
- صيام يوم الشك (30 شعبان) بنية الاحتياط لرمضان: محرم
- صيام الخميس أو الجمعة بنية استقبال رمضان: غير مشروع
باختصار: لا يجوز صيام الخميس والجمعة بنية الاحتياط لدخول رمضان، ولكن يجوز لمن اعتاد صيام الخميس أو لديه قضاء أو نذر. أما يوم الشك (30 شعبان) فلا يجوز صيامه بنية الاحتياط، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
بهذه المعلومات التفصيلية، يمكن للمسلمين معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بصيام آخر يومين من شعبان وفقًا لما ورد في السنة النبوية وآراء العلماء.