بالـ ai فيديو “ترامب غزة” يثير الجدل: رؤية Trump Gaza خيالية أم ترويج لمخطط؟
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد نشره مقطع فيديو ai على منصته تروث سوشال يُظهر تصورًا مستقبليًا لقطاع غزة، حيث تم تحويله إلى مدينة سياحية حديثة مليئة بناطحات السحاب والفنادق الفاخرة، مع تسمية “ترامب غزة Trump Gaza” بارزة على المباني.
المقطع، الذي تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، أثار انتقادات حادة من مختلف الأوساط، حيث اعتبره البعض استفزازيًا ويحمل دلالات خطيرة حول مستقبل الشعب الفلسطيني المحاصر، يُظهر فيه تصورًا مستقبليًا لقطاع غزة بعد تحويله إلى منتجع سياحي فاخر بعد تهجير أهلة.
تفاصيل فيديو ترامب غزة Trump Gaza رؤية مستقبل قطاع غزة ai
يبدأ الفيديو بمشاهد تظهر قطاع غزة وهو يعاني من الدمار والاشتباكات، ثم تتحول اللقطات بشكل دراماتيكي إلى مدينة عصرية شديدة الحداثة.
تظهر السيارات الفارهة وهي تسير في شوارع مزدانة بأشجار النخيل، وأبراج فندقية ضخمة تحمل اسم “Trump Gaza”، فيما تظهر لقطات أخرى للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهما يستمتعان بأشعة الشمس على شواطئ غزة بعد تحويلها إلى منتجع سياحي.
وبواسطة تقنية إنشاء فيديوهات بالذكاء الاصطناعي تتحويل غزة بسرعة إلى مدينة سياحية، يبدأ الفيديو بمشاهد لأطفال يفرون من مسلحين وسط أنقاض، ثم تنتقل الصور لعرض غزة كمدينة سياحية حديثة، تضم شوارع مليئة بسيارات فاخرة وناطحات سحاب في قطاع غزة.
تعدّ تروث سوشيال Truth Social id منصة وسائط اجتماعية أنشأتها مجموعة ترامب ميديا أند تكنولوجي، واظهر الفيديو نساء ملتحيات وقال البعض أنهم رجال ملتحين وهو تعبير عن تغيير الثقافة .
كما يظهر في المقطع ترامب يراقص فتيات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستمتع بأشعة الشمس على الشاطئ، بالإضافة إلى الملياردير إيلون ماسك وهو يتناول أطعمة تقليدية ويلقي أموالًا في الهواء.
U.S. President Donald J. Trump has posted this AI video and song on Truth Social, claiming to show the “future” of the Gaza Strip, I’m seriously at a loss for words right now. pic.twitter.com/cMOyzkM5PM
— OSINTdefender (@sentdefender) February 26, 2025
عناصر الفيديو المثيرة للجدل:
- وجود إيلون ماسك: يظهر رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك وهو يلقي أموالًا في الهواء، في إشارة ساخرة إلى الاستثمارات والمشاريع الاقتصادية.
- مشاهد ترفيهية: يظهر ترامب يراقص فتيات في حفلة فاخرة، ما اعتبره البعض محاولات لترسيخ فكرة “الترفيه الغربي” في قطاع غزة.
- صور لنساء أو رجال ملتحين: أثارت هذه الصور تفسيرات متباينة، حيث اعتبرها البعض تعبيرًا عن تغيير الهوية الثقافية للمنطقة.
- وجود بنيامين نتنياهو: أثارت صور رئيس الوزراء الإسرائيلي في الفيديو الجدل بمعنى أن هذا الفيديو هو تصريح لإحتلال إسرائيل لغزة والإستمتاع بالشواطئ دون إظها أهل المكان والسكان الأصليين.
- تحول غزة إلى مدينة “غربية” بالكامل: ما اعتبره معارضو الفيديو محاولة لتهميش التراث والثقافة الفلسطينية واستبدالهما بنموذج اقتصادي وسياحي خاضع لرؤية ترامب.
ردود الفعل على فيديو “ترامب غزة”
انتقادات واسعة من أنصار ومعارضي ترامب
على الرغم من أن ترامب ما زال يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة، إلا أن الفيديو أثار استياءً حتى بين مؤيديه، فقد اعتبر بعضهم أن نشر مثل هذه المقاطع في ظل تصاعد التوترات في المنطقة يُعد تصرفًا غير مسؤول.
أما أبرز ردود الفعل فقد جاءت كالتالي:
- الناشطون الفلسطينيون والعرب: وصفوا الفيديو بأنه إهانة لمعاناة الشعب الفلسطيني وترويج لمشاريع تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية والثقافية للمنطقة.
- أنصار ترامب: رأى بعضهم أن الفيديو قد يكون مجرد “مزحة” أو “فكرة خلاقة” لتحفيز نقاش أوسع حول مستقبل غزة، بينما رفض آخرون هذه التبريرات.
- الإعلام الدولي: تناقلت وسائل الإعلام العالمية الفيديو على نطاق واسع، مع تساؤلات حول نوايا ترامب الحقيقية من نشره، وما إذا كان يمثل تلميحًا إلى أجندة سياسية أو اقتصادية معينة.
تحليل الرسائل الضمنية في فيديو ترامب
يرى بعض المحللين أن ترامب لم يكن يقصد فقط السخرية أو الترويج لنظرية خيالية، بل إنه يسعى لإثارة نقاش سياسي حول مستقبل غزة.
ففكرة تحويل قطاع غزة إلى “مشروع استثماري سياحي” قد تتماشى مع خططه السابقة التي أطلقها خلال فترة رئاسته، مثل “صفقة القرن”، التي اقترحت حلولًا اقتصادية بديلة لمشكلة الاحتلال الإسرائيلي.
هل يسعى ترامب لطرح “حل بديل”؟
بينما يرفض الكثيرون الفكرة، يرى البعض أن ترامب، بطريقته المثيرة للجدل، يريد إيصال رسالة مختلفة.
فقد يكون الفيديو محاولة لطرح تساؤل جريء: ماذا لو تم الاستثمار في غزة وتحويلها إلى منطقة اقتصادية عالمية بدلاً من استمرار النزاع؟.
لكن في المقابل، يشير منتقدو ترامب إلى أن الحل السياسي هو الأهم، وليس المشاريع الاستثمارية التي قد تأتي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وهنا يبرز مجددًا الحديث عن ضرورة الاعتراف بـ”حل الدولتين“، وهو ما يتعارض مع توجهات ترامب السابقة التي دعمت إسرائيل بشكل غير مسبوق.
مدينة Trump Gaza استفزاز أم فكرة قابلة للنقاش؟
سواء كان فيديو “ترامب غزة” مجرد دعاية سياسية أو رسالة ضمنية تحمل أبعادًا اقتصادية، فقد نجح في إثارة نقاش عالمي حول مستقبل القطاع، لكن يبقى السؤال الأهم: هل يمكن حقًا تنفيذ مثل هذه الرؤية دون تحقيق العدالة للفلسطينيين أولًا؟.