مقدار زكاة الفطر 2025 في لبنان؟: القيمة المحددة والأحكام الشرعية
مع اقتراب عيد الفطر المبارك، يتساءل المسلمون في لبنان عن مقدار زكاة الفطر لعام 2025، وكيفية إخراجها وفقًا للأحكام الشرعية المعتمدة من دار الفتوى اللبنانية. تُعتبر زكاة الفطر من الفرائض التي فرضها الإسلام على كل مسلم قادر، وهي طهرةٌ للصائم، كما أنها وسيلة لإدخال الفرحة والسرور على الفقراء والمحتاجين في يوم العيد.
في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل مقدار زكاة الفطر في لبنان لعام 1446 هـ – 2025 م، وطريقة إخراجها، فضلها في الإسلام، وأهم الأحكام الشرعية المتعلقة بها.
ما هي زكاة الفطر؟ تعريفها وأهميتها
زكاة الفطر هي صدقة واجبة على كل مسلم قادر، تُخرج في نهاية شهر رمضان لمساعدة الفقراء والمحتاجين على تلبية احتياجاتهم الأساسية قبل عيد الفطر. فرضها النبي ﷺ في السنة الثانية للهجرة، وهي تختلف عن زكاة المال، إذ تُفرض على الأشخاص وليس على الأموال.
تهدف زكاة الفطر إلى تحقيق التكافل الاجتماعي، فهي تُخرج عن كل فرد مسلم، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، ذكرًا أو أنثى، غنيًا أو فقيرًا طالما كان قادرًا على إخراجها. ووفقًا للحديث النبوي الشريف، فإن زكاة الفطر تُطهر الصائم من أي لغو أو نقص قد يكون وقع فيه خلال شهر رمضان.
حكم زكاة الفطر في الإسلام
أجمع الفقهاء على أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادر، وقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:
“فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة” (رواه البخاري ومسلم).
وبناءً على هذا الحديث، فإن زكاة الفطر فريضة دينية لا يجوز التهاون في إخراجها، ويجب أن تصل إلى الفقراء والمحتاجين في وقتها المحدد حتى تحقق الغاية المرجوة منها.
وقت إخراج زكاة الفطر في لبنان 2025
التوقيت الشرعي لإخراج زكاة الفطر
- يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان.
- يجب إخراجها قبل صلاة عيد الفطر، حتى تُعتبر زكاة مقبولة.
- يجوز إخراجها قبل يوم أو يومين من العيد، وفقًا لبعض الاجتهادات الفقهية.
تحذير: من يتأخر في إخراج زكاة الفطر حتى بعد صلاة العيد، فإنها تُحسب كصدقة عادية ولا تُعتبر زكاة فطر.
مقدار زكاة الفطر 2025 في لبنان وفقًا لدار الفتوى
تُحدد قيمة زكاة الفطر بناءً على أسعار المواد الغذائية الأساسية، أو ما يعادلها نقدًا. وقد أعلنت دار الفتوى اللبنانية أن مقدار زكاة الفطر لعام 1446 هـ – 2025 م سيكون كما يلي:
قيمة زكاة الفطر في لبنان 2025
- بالطعام: صاعٌ من القمح أو الأرز أو التمر، أي ما يعادل 2.5 – 3 كجم من قوت البلد.
- بالنقد: تم تقدير قيمة زكاة الفطر بـ 6,000,000 ليرة لبنانية (ما يعادل 50-60 دولارًا أمريكيًا تقريبًا، وفقًا لسعر الصرف المتغير).
ملحوظة: نظرًا للتقلبات الاقتصادية في لبنان، من الضروري مراجعة دار الفتوى أو صندوق الزكاة اللبناني للحصول على القيمة الدقيقة المحدثة، حيث قد تتغير الأسعار خلال شهر رمضان.
حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا في لبنان
يختلف الفقهاء حول إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الطعام. يرى المالكية والشافعية والحنابلة أن الأصل في الزكاة أن تُخرج طعامًا، بينما أجاز الحنفية إخراجها نقدًا، وهو ما تميل إليه الفتوى في لبنان بسبب الأوضاع الاقتصادية، حيث يُعتبر المال أكثر نفعًا للفقراء.
بالتالي، يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا لمن أراد ذلك، وهو الخيار الأكثر شيوعًا حاليًا، خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجه الأسر الفقيرة.
طريقة حساب زكاة الفطر في لبنان 2025
لحساب زكاة الفطر بشكل دقيق، يمكن الاعتماد على الأسعار المتاحة للسلع الغذائية الأساسية، ويتم ذلك على النحو التالي:
- تحديد سعر 3 كجم من الأرز أو القمح أو التمر في السوق المحلي.
- إذا تعذر إخراجها طعامًا، يتم دفع ما يعادل قيمتها نقدًا.
- متابعة إعلان دار الفتوى اللبنانية للحصول على القيمة المحدثة وفقًا لسعر الصرف المتغير.
- في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، يُفضل متابعة صندوق الزكاة اللبناني لضمان دفع القيمة الصحيحة في وقتها المحدد.
فضل زكاة الفطر في الإسلام
زكاة الفطر من العبادات التي تحقق التكافل الاجتماعي بين المسلمين، ومن فضائلها:
طهارة للصائم من الذنوب
قال النبي ﷺ:
“فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” (رواه أبو داود).
تحقيق التكافل الاجتماعي
تساهم زكاة الفطر في سد حاجة الفقراء والمساكين، مما يعزز روح التضامن بين المسلمين.
إدخال الفرحة على الفقراء يوم العيد
تساعد زكاة الفطر في توفير الاحتياجات الأساسية للفقراء، حتى يتمكنوا من الاحتفال بعيد الفطر دون عوز أو حاجة.
أين يمكن دفع زكاة الفطر في لبنان؟
يمكن للمسلمين في لبنان دفع زكاة الفطر عبر جهات رسمية موثوقة مثل:
- صندوق الزكاة التابع لدار الفتوى اللبنانية.
- الجمعيات الخيرية الموثوقة التي تهتم برعاية الفقراء والمحتاجين.
- المساجد والمؤسسات الدينية التي تتولى توزيع الزكاة على المستحقين.
كما يمكن تحويل قيمة الزكاة عبر الحوالات المصرفية أو الدفع النقدي لضمان وصولها إلى المستحقين في الوقت المحدد.
أخطاء شائعة عند إخراج زكاة الفطر
هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها المسلمون عند إخراج زكاة الفطر، ومنها:
- تأخير إخراجها حتى بعد صلاة العيد، مما يجعلها صدقة عادية بدلاً من زكاة الفطر.
- إعطاؤها لغير مستحقيها، في حين أنها مخصصة للفقراء والمحتاجين فقط.
- إخراجها بكمية أقل من المقدار المحدد شرعًا.
- عدم إخراجها عن جميع أفراد الأسرة، إذ يجب على رب الأسرة إخراجها عن نفسه ومن يعولهم.
الخاتمة: أهمية إخراج زكاة الفطر في وقتها
تُعد زكاة الفطر واحدة من الشعائر المهمة التي يؤديها المسلمون في نهاية شهر رمضان المبارك؛ فهي طهرةٌ للصائم مما قد يكون وقع فيه من لغوٍ أو تقصيرٍ خلال الشهر الكريم، وإعانةٌ للفقراء والمساكين، وتوطيدٌ لأواصر المحبة والتكافل بين أفراد المجتمع الإسلامي. وتجب زكاة الفطر على كل مسلم يملك قوت يومه، صغيرًا كان أو كبيرًا، ذكرًا أو أنثى، ويُستحب إخراجها قبل صلاة العيد حتى تتحقق الغاية المرجوة منها، وهي إدخال السرور على قلوب المحتاجين في هذا اليوم المبارك، وقد حددتها الشريعة الإسلامية بصاعٍ من غالب قوت البلد، كالأرز، أو القمح، أو التمر.