سبب انخفاض أسعار زيت الزيتون بالمغرب خلال شهر رمضان 1446 / 2025: تحليل شامل لسعر السوق
يُعد زيت الزيتون من المكونات الأساسية التي لا تخلو منها الموائد المغربية، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يكثر استخدامه في تحضير مختلف الأطباق التقليدية. لكن مع بداية رمضان 1446 هـ / 2025 م، لوحظ انخفاض ملحوظ في أسعار زيت الزيتون بالمغرب، وهو ما أثار تساؤلات المستهلكين حول أسباب هذا التراجع بعد أن شهدت الأسعار ارتفاعًا كبيرًا في الأشهر الماضية.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب انخفاض أسعار زيت الزيتون بالمغرب خلال شهر رمضان 2025، وتأثير العوامل الاقتصادية والمناخية والاستيراد على الأسعار، وما إذا كان هذا الانخفاض سيستمر أم أنه مجرد تراجع مؤقت.
انخفاض أسعار زيت الزيتون في المغرب خلال رمضان 2025
- شهدت أسعار زيت الزيتون في الأسواق المغربية تراجعًا ملحوظًا مقارنة بالفترة السابقة، حيث أصبحت الأسعار تتراوح بين 77 و90 درهمًا للتر الواحد، بعدما كانت تتجاوز 100 درهم في بعض المتاجر والأسواق التقليدية.
- وفقًا للتقارير الصادرة عن الأسواق الكبرى والمتاجر، فإن التخفيضات على زيت الزيتون جاءت بنسب متفاوتة، حيث سجلت بعض العلامات التجارية سعر 76.95 درهمًا للتر الواحد، بينما تُباع العبوة نصف اللترية بـ 39 درهمًا، في حين أن سعر عبوة 5 لترات تراجع إلى 383 درهمًا بعدما كان يتجاوز 500 درهم سابقًا.
- لكن تجدر الإشارة إلى أن الانخفاض لم يكن موحدًا، فبعض العلامات التجارية خفضت الأسعار بنحو 10 دراهم فقط، بينما كانت التخفيضات أكثر وضوحًا على المنتجات المستوردة.
العوامل التي أدت إلى انخفاض أسعار زيت الزيتون في المغرب
فتح باب الاستيراد والتأثير على السوق المحلية
🔹 من بين العوامل الرئيسية التي ساهمت في انخفاض أسعار زيت الزيتون بالمغرب هو قرار الحكومة فتح باب الاستيراد لتعويض النقص الحاصل في الإنتاج المحلي.
🔹 بدأ المغرب في استيراد زيت الزيتون من دول مثل تونس وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا، مما ساعد في تحقيق توازن بالسوق بعد أزمة ضعف الإنتاج المحلي لموسم 2023-2024.
🔹 أكد محمد حسيسي، تاجر من الرباط، أن هذا الاستيراد أدى إلى انخفاض الأسعار بنحو 15 درهمًا في اللتر الواحد مقارنة بالفترات السابقة، موضحًا أن المنتج المحلي لا يزال يُباع بأسعار مرتفعة، حيث لا يقل سعر اللتر الواحد من الزيت المغربي الأصلي عن 100 درهم.
🔹 وأضاف حسيسي أن معظم التخفيضات كانت على الزيوت المستوردة، التي يتم إعادة تعبئتها من قبل الشركات المغربية قبل طرحها في الأسواق، مما يفسر الفارق السعري بين المنتج المحلي والمستورد.
انخفاض الطلب بعد ارتفاع الأسعار القياسي
🔹 خلال الأشهر الماضية، تجاوزت أسعار زيت الزيتون حاجز 100 درهم للتر الواحد، مما أدى إلى تراجع الطلب بشكل كبير.
🔹 ومع انخفاض القدرة الشرائية للمواطن المغربي، اضطر العديد من المستهلكين إلى تقليل استهلاكهم أو البحث عن بدائل أرخص، مما أثر على حجم المبيعات وأجبر الأسواق على خفض الأسعار لجذب المستهلكين مجددًا.
🔹 كما أن العديد من الأسر فضلت شراء الزيت بكميات أقل، خوفًا من المزيد من الارتفاعات، الأمر الذي جعل الشركات تعيد تقييم سياستها التسعيرية.
تحسن الظروف المناخية وزيادة الإنتاج في بعض المناطق
🔹 بالرغم من ضعف الإنتاج المحلي العام لموسم 2023-2024، إلا أن بعض المناطق شهدت تحسنًا طفيفًا في المحاصيل مقارنة بالتوقعات الأولية.
🔹 إضافةً إلى ذلك، ساهمت المحاصيل الجيدة في تونس وإسبانيا في زيادة المعروض من الزيت عالميًا، ما أدى إلى تراجع الأسعار الدولية، وهو ما انعكس بدوره على السوق المغربية.
تأثير الأسواق العالمية وتقلبات الأسعار الدولية
🔹 أسعار زيت الزيتون في المغرب تتأثر بشكل مباشر بأسعار الأسواق العالمية، خاصة أن المملكة تستورد جزءًا من احتياجاتها.
🔹 وفقًا للخبراء، فإن الأسعار العالمية لزيت الزيتون شهدت انخفاضًا خلال الأشهر الأخيرة، بسبب زيادة العرض في بعض الدول الأوروبية، مما أدى إلى تراجع الأسعار في المغرب نتيجة المنافسة بين المنتجين والمستوردين.
هل يستمر انخفاض أسعار زيت الزيتون في المغرب؟
يبقى السؤال الأهم لدى المستهلكين: هل ستستمر الأسعار في الانخفاض؟ أم أنها مجرد موجة مؤقتة؟
🔹 يعتقد بعض الخبراء أن الأسعار قد تشهد استقرارًا أو مزيدًا من التراجع خلال الفترة المقبلة، بشرط استمرار الاستيراد، وزيادة الإنتاج المحلي للموسم القادم.
🔹 لكن هناك بعض المخاوف من أن يكون الانخفاض الحالي مجرد هدوء مؤقت، حيث أن أسعار زيت الزيتون تظل مرتبطة بعوامل متغيرة، مثل الطلب العالمي، وتكاليف الإنتاج، والمناخ، والسياسات الاقتصادية.
🔹 وبناءً على ذلك، يُنصح المستهلكون بالاستفادة من الأسعار المنخفضة حاليًا، خصوصًا خلال شهر رمضان، حيث قد تعود الأسعار للارتفاع بعد انتهاء الموسم، في حال لم يتم تحقيق اكتفاء من الإنتاج المحلي.
ما الذي يجب على المستهلكين فعله للاستفادة من انخفاض الأسعار؟
✔️ شراء كميات معتدلة لتجنب أي ارتفاع مفاجئ بعد رمضان.
✔️ مقارنة الأسعار بين المنتجات المحلية والمستوردة لاختيار الأفضل من حيث الجودة والسعر.
✔️ متابعة العروض والتخفيضات في المتاجر الكبرى والأسواق المحلية للاستفادة من أفضل الأسعار.
✔️ شراء زيت الزيتون من مصادر موثوقة لضمان الجودة وعدم الوقوع في الغش التجاري.
ختامًا، تبقى أسعار زيت الزيتون في المغرب مرتبطة بعدة عوامل، منها حجم الاستيراد، الطلب المحلي، وتقلبات الأسواق العالمية. فهل يستمر هذا الانخفاض؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة!