حقيقة مقطع فيديو لـ إمام يتابع تيك توك أثناء صلاة التراويح.. جدل واسع وانتقادات لاذعة

أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا، حيث ظهر فيه شاب يؤم المصلين في صلاة التراويح، وهو ممسك بهاتفه المحمول ويتابع تطبيق “تيك توك” أثناء تلاوته للقرآن الكريم.

هذا المشهد دفع العديد من المتابعين والنشطاء إلى التساؤل عن حكم الإسلام في هذا التصرف، ومدى مشروعية استخدام الهاتف أثناء أداء عبادة عظيمة كالصلاة.

كما أثار الفيديو ردود فعل غاضبة من الشيوخ والدعاة والمجتمع الإسلامي عمومًا، إذ اعتبره البعض إهانة لقدسية الصلاة وخروجًا عن الخشوع المطلوب فيها.

تفاصيل فيديو إمام يتابع تيك توك أثناء صلاة التراويح

قام عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتداول الفيديو، حيث ظهر الإمام الشاب ممسكًا بالهاتف المحمول أثناء تأدية الصلاة، ويقوم بتصفح التطبيق الشهير “تيك توك”، بل وشوهد وهو يتابع تعليقات المتابعين أثناء تلاوته للقرآن الكريم.

ماذا حدث في الفيديو؟

  • الإمام يمسك الهاتف بيد واحدة ويتابع البث المباشر.
  • ينظر إلى الهاتف أثناء التلاوة وكأنه يقرأ منه.
  • يتفاعل مع ما يجري على الشاشة بينما يؤدي ركوعه وسجوده.
  • لم يظهر أي انزعاج واضح من المصلين خلفه، لكن ردود الفعل جاءت قوية لاحقًا.

ردود فعل المشاهدين:

  • البعض استنكر بشدة هذا التصرف واعتبره استهانة بالصلاة.
  • آخرون رأوا أن هذا الفعل قد يكون غير مقصود، لكن البث المباشر أثناء الصلاة تصرف غير مقبول.
  • البعض طرح تساؤلات عن الدافع وراء قيام الإمام بذلك، وهل كانت نيته التفاعل مع المصلين أم تحقيق أرباح من البث المباشر؟

انتقادات واسعة من الشيوخ والدعاة

لاقى الفيديو انتقادات لاذعة من قبل العديد من الشيوخ، وعلى رأسهم إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير بالكويت، الشيخ فهد واصل المطيري، الذي كتب عبر حسابه تعليقًا ساخرًا على الحادثة:

“يصلي بالناس وبيده هاتفه يقرأ منه، لا حرج. لكن في بث تيك توك يراقبه وينظر إليه في قراءته وركوعه، بقي فقط أن يرد على التعليقات أو أن يقول العبارة الشهيرة: كبسوا وشيروا اللايف! ماذا بقي؟ وإلى أين سنصل؟”

كما أضاف:
“نسأل الله لنا وله الهداية، وأن يبصرنا في أمور ديننا”

رد فعل المجتمع الإسلامي

  • العديد من الشيوخ أكدوا خطورة هذا الفعل على قدسية الصلاة.
  • وصف البعض هذا الفعل بالابتذال غير المقبول في العبادات.
  • اعتبر آخرون أن استخدام الهواتف خلال الصلاة قد يكون مقبولًا في بعض الحالات مثل القراءة منه عند الحاجة، لكن لا يجوز استخدامه لغرض غير ديني أثناء الصلاة.

تعليق رئيس مركز الذكاء الاصطناعي لاستشارات تقنية المعلومات بالكويت، مسعد الخالدي:
“إذا أصبح المحراب لهؤلاء مسرحًا، والصلاة محتوى، والخشوع استعراضًا، فبأي قلبٍ يقف العبد بين يدي الله؟”

كما قال: “نسأل الله السلامة.. فقد أصبحت العبادات وسيلة لتحقيق الشهرة والانتشار”

آراء الجمهور وردود الفعل على الواقعة

تفاعل الجمهور مع الفيديو المتداول بقوة، حيث شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من الانقسام بين من يرى أن هذا الفعل مستهجن ومرفوض تمامًا، وبين من حاول الدفاع عن الإمام وتقديم تفسيرات أخرى.

آراء المنتقدين:

  • كيف لشخص أن يقف إمامًا للصلاة بينما يفكر في تيك توك؟ هل أصبح الخشوع تجارة؟
  • أصبح الدين أداة للشهرة، نرى البعض يستعرضون حياتهم على السوشيال ميديا، والآن حتى الصلاة لم تسلم من ذلك.
  • إذا كان الشخص يبحث عن الشهرة والمال عبر بث الصلاة، فكيف سيكون تركيزه في الخشوع والعبادة؟

آراء المدافعين:

  • قد تكون نيته نشر الخير، لكن الطريقة خاطئة تمامًا.
  • ربما كان يقرأ من الهاتف فقط، لكن البث المباشر هو المشكلة.
  • بدلًا من مهاجمته، يجب أن نوجهه ونوضح له خطورة ما فعله.

حكم الإسلام في استخدام الهاتف أثناء الصلاة

أثار هذا الفيديو تساؤلات شرعية حول حكم استخدام الهاتف أثناء الصلاة، وهل يمكن للمصلي أن يستخدمه أثناء التراويح؟

1- استخدام الهاتف لقراءة القرآن أثناء الصلاة

يجوز للمصلي أن يقرأ من الهاتف أثناء الصلاة إذا لم يكن حافظًا للقرآن، ولكن يشترط أن يكون ذلك للتلاوة فقط، وليس لأي غرض آخر.

2- استخدام الهاتف لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي أثناء الصلاة

لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام الهاتف لمتابعة التطبيقات أو التفاعل مع التعليقات أثناء الصلاة، لأن ذلك يتعارض مع:

  • وجوب الخشوع في الصلاة.
  • عدم الانشغال عن الوقوف بين يدي الله.
  • عدم تحويل الصلاة إلى وسيلة للترفيه أو تحقيق الربح عبر الإنترنت.

فتاوى العلماء حول استخدام الهاتف أثناء الصلاة:

  • إذا كان استخدام الهاتف يقطع خشوع المصلي، فهو مكروه.
  • إذا كان الهدف من استخدام الهاتف هو الترفيه أو الانشغال بأمور الدنيا، فقد يبطِل الصلاة.
  • لا يجوز البث المباشر أثناء الصلاة، لأن ذلك يؤدي إلى فقدان التركيز ويجعل الصلاة أقرب إلى الاستعراض.

هل أصبح الدين وسيلة للشهرة على السوشيال ميديا؟

في السنوات الأخيرة، انتشرت الظاهرة المعروفة بـ “التدين الرقمي”، حيث يستخدم بعض الأشخاص المنصات الرقمية لبث حياتهم الدينية، سواء من خلال تلاوة القرآن، أو مشاركة لحظاتهم في الصلاة.

إيجابيات “التدين الرقمي”:

  • نشر التوعية الإسلامية بأسلوب حديث.
  • تشجيع الشباب على الالتزام بالصلاة والتقوى.
  • الاستفادة من التكنولوجيا في خدمة الدين.

سلبيات الظاهرة:

  • تحويل العبادات إلى محتوى استعراضي.
  • البحث عن الشهرة من خلال التفاعل على السوشيال ميديا.
  • فقدان الخشوع في العبادات بسبب التركيز على الكاميرا والجمهور.
  • لكن هل من المقبول أن تتحول الصلاة إلى وسيلة للربح والشهرة؟ هذا السؤال أصبح يطرح كثيرًا في ظل انتشار مثل هذه المشاهد.

خاتمة
أثار مقطع الفيديو الذي يظهر فيه إمام يتابع “تيك توك” أثناء صلاة التراويح ضجة كبيرة في الأوساط الإسلامية، حيث اعتبره الكثيرون تصرفًا غير لائق ومنافٍ لقدسية الصلاة.

بينما حاول البعض تقديم وجهات نظر أكثر تسامحًا، كان هناك إجماع على أن الصلاة يجب أن تظل خالصة لوجه الله، بعيدًا عن أي وسيلة من وسائل الترفيه أو تحقيق الشهرة.

فما رأيك؟ هل تعتقد أن استخدام التكنولوجيا في العبادات يمكن أن يكون مفيدًا، أم أن ذلك قد يؤدي إلى فقدان روح العبادة الحقيقية؟

سلمى العلي

كاتبة شغوفة بتغطية الأحداث اليومية وتقديم محتوى متنوع يجذب اهتمام القراء. تتميز بأسلوبها السلس والدقيق في نقل الأخبار والتحليلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى