قصة إعلان شركة الاتصالات التونسية في رمضان 2025 المثير للجدل – إليك التفاصيل
أثار إعلان تجاري لإحدى شركات الاتصالات في تونس خلال شهر رمضان 2025 جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وُجهت له انتقادات حادة من قبل المشاهدين والنشطاء بسبب محتواه الذي اعتبره البعض غير ملائم لقيم المجتمع التونسي وروح الشهر الفضيل.
الإعلان، الذي يروج لخدمات الجيل الخامس، ظهر فيه مشهد لمجموعة من الأشخاص ينتظرون جارهم المدعو «صطوفة» ليمنحهم كلمة العبور لشبكة الإنترنت، إلا أنه تجاهلهم تمامًا، وبدلًا من ذلك، تفاعل مع جارته التي فتحت نافذة منزلها، ودخل معها في حوار اعتبره عدد من التونسيين غير لائق ويحمل إيحاءات لفظية وجسدية لا تتناسب مع قيم المجتمع وأخلاقيات الشهر الفضيل.
وفي هذا المقال، نستعرض تفاصيل الإعلان المثير للجدل، ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية حوله، الأسباب التي دفعت البعض للمطالبة بحظره، وأثر مثل هذه الإعلانات على الذوق العام والمجتمع التونسي.
تفاصيل إعلان شركة الاتصالات التونسية المثير للجدل
تم بث الإعلان خلال أوقات الذروة في شهر رمضان، حيث عادةً ما تكون العائلات التونسية مجتمعة لمشاهدة البرامج والمسلسلات الرمضانية. الإعلان، الذي يُروج لخدمات الإنترنت فائقة السرعة (الجيل الخامس 5G)، حاول تقديم فكرة تسويقية بأسلوب فكاهي، لكنه أثار موجة من الاستياء العام.
فكرة الإعلان:
- مجموعة من الجيران ينتظرون “صطوفة” ليعطيهم كلمة مرور الواي فاي.
- صطوفة يتجاهل الجميع تمامًا، لكنه يتفاعل فقط مع جارته التي فتحت النافذة.
- الحوار بين صطوفة وجارته احتوى على إيحاءات اعتبرها كثيرون لا تتناسب مع الذوق العام.
- الإعلان تم عرضه وقت الإفطار، مما زاد من حدة الجدل حول محتواه غير المناسب.
ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية حول الإعلان
1- الصحافة والإعلام
ريم شاكر، الصحافية التونسية، وصفت الإعلان بأنه «مقزز ومقرف»، مشيرة إلى أن مثل هذه الإعلانات لا تليق بمستوى الإبداع الذي يفترض أن تقدمه الشركات في رمضان.
أما الناشطة بسمة بالطيب، فقد عبرت عن استيائها قائلة:
“هذا إعلان مبتذل وصادم، لا نريد أن تتحول إعلاناتنا إلى أدوات لنشر السلوكيات غير الأخلاقية.”
من جانبه، اعتبر الناشط عماد محمودي أن الإعلان يمثل انحرافًا أخلاقيًا، ويوجه رسائل غير بريئة للأطفال والمراهقين، وطالب النيابة العامة بالتدخل لإيقاف عرضه على القنوات الفضائية.
2- غضب على مواقع التواصل الاجتماعي
انتشرت الانتقادات بسرعة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى العديد من النشطاء أن الإعلان يسيء إلى قيم المجتمع التونسي، ومن بين التعليقات البارزة:
- “هذا ليس إعلانًا، بل محاولة للتطبيع مع الابتذال والانحلال الأخلاقي.”
- “كيف تسمح القنوات التونسية بعرض إعلان بهذا المحتوى في شهر رمضان؟”
- “إذا كانت شركات الاتصالات تريد ترويج خدماتها بهذه الطريقة، فنحن نرفض ذلك تمامًا.”
الناشط سليم التونسي كتب في منشور غاضب:
“لقد أصبح من السهل على الشركات تقديم محتوى غير لائق دون أي رقابة، يجب أن يكون هناك حد لهذه الفوضى.”
فيما أشار صلاح الطرابلسي إلى أن القنوات التلفزيونية وافقت على عرض الإعلان مقابل المال، دون مراعاة القيم العائلية للمجتمع التونسي.
هل الإعلان فعلاً يدعو للتحرش؟
في خضم الجدل الدائر، طرح البعض تساؤلات حول ما إذا كان الإعلان يتضمن حقًا إيحاءات غير مناسبة أم أن الانتقادات كانت مبالغًا فيها.
- بعض المدافعين عن الإعلان رأوا أنه مجرد محاولة لإضفاء لمسة من الفكاهة، ولكن تم تفسيره بشكل سلبي بسبب حساسية المجتمع التونسي تجاه بعض المواضيع.
- بينما يرى المنتقدون أن تصوير مثل هذه المشاهد في إعلانات تجارية قد يشجع على التحرش ويؤدي إلى تطبيع سلوكيات غير أخلاقية، خاصة بين الأطفال والمراهقين.
غياب الرد الرسمي يزيد من الجدل
حتى الآن، لم تصدر شركة الاتصالات التونسية أي بيان رسمي لتوضيح موقفها بشأن الجدل الدائر حول الإعلان. كذلك، لم تعلّق القنوات التلفزيونية التي عرضت الإعلان على الانتقادات المتزايدة، مما زاد من غضب الجمهور.
العديد من التونسيين ينتظرون إصدار بيان اعتذار رسمي أو على الأقل إزالة الإعلان من البث التلفزيوني ومنصات التواصل الاجتماعي، لكن حتى اللحظة، لم يحدث ذلك.
تأثير مثل هذه الإعلانات على المجتمع التونسي
يؤكد الخبراء في الإعلام وعلم الاجتماع أن الإعلانات التجارية ليست مجرد وسيلة ترويجية، بل تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل القيم والسلوكيات الاجتماعية.
🔹 الإعلانات ذات الطابع غير الأخلاقي يمكن أن تؤثر سلبًا على الشباب والمراهقين، وتطبعهم على تصرفات غير لائقة.
🔹 المجتمعات العربية، وخاصة خلال شهر رمضان، ترفض أي محتوى يتنافى مع القيم الإسلامية والتقاليد المجتمعية.
🔹 هناك حاجة ماسة إلى تفعيل دور الهيئات الرقابية لمنع مثل هذه الإعلانات من البث، خاصة في المواسم التي تتسم بروحانية معينة مثل رمضان.
مطالبات بفرض رقابة على الإعلانات الرمضانية
في ظل تصاعد الجدل، طالب عدد من النشطاء والحقوقيين الحكومة والجهات المسؤولة بـ:
✅ إصدار قوانين تحدد المعايير الأخلاقية للإعلانات التجارية.
✅ منح الجهات الرقابية سلطة حظر أي إعلان يحتوي على إيحاءات غير لائقة.
✅ فرض غرامات مالية على الشركات التي تروج محتويات مخالفة لقيم المجتمع.
✅ تشديد الرقابة على الإعلانات الرمضانية لضمان ملاءمتها للقيم الإسلامية.
هل سيتم إيقاف الإعلان؟
مع استمرار حالة الغضب، هناك احتمالية كبيرة بأن تضطر شركة الاتصالات التونسية إلى إزالة الإعلان، خاصة في حال تدخل الجهات الحكومية أو تصاعد الدعوات القضائية ضده.
في حال لم يتم سحب الإعلان، فإن الجدل قد يستمر لفترة أطول، مما قد يؤثر سلبًا على صورة الشركة ويؤدي إلى مقاطعة خدماتها من قبل بعض العملاء الغاضبين.
الخاتمة
يبقى السؤال الأهم: هل الإعلانات يجب أن تكون مثيرة للجدل حتى تجذب الانتباه؟ أم أن القيم الأخلاقية يجب أن تكون دائمًا أولوية في أي محتوى إعلامي؟
في النهاية، فإن إعلان شركة الاتصالات التونسية في رمضان 2025 فتح بابًا واسعًا للنقاش حول حدود التسويق الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية للشركات في تقديم محتوى يتناسب مع ثقافة المجتمع وقيمه الدينية.
ما رأيك؟ هل ترى أن الإعلان تجاوز الخطوط الحمراء؟ أم أنه مجرد دعاية ترويجية تم فهمها بشكل خاطئ؟ شاركنا رأيك في التعليقات.