كشف جديد عن مومياء السيدة الغامضة.. لا حمل ولا سرطان!
على مدار أربع سنوات متتالية، تصدرت المومياء المصرية المعروفة باسم “السيدة الغامضة” الأوساط العلمية، حيث ادعت دراسة عام 2021 أنها تعود إلى امرأة كانت حاملاً عند وفاتها قبل أكثر من 2000 عام. أثار هذا الاكتشاف المثير اهتمام علماء الآثار، لكنه في الوقت نفسه أشعل جدلًا واسعًا بين الباحثين، خصوصًا بعد ظهور نظريات متناقضة حول صحة هذه الادعاءات.
اليوم، وبعد إجراء تحليل معمق باستخدام تقنيات حديثة، يبدو أن اللغز قد وجد حله النهائي، حيث توصل فريق دولي من العلماء إلى نتائج جديدة قد تنسف تمامًا فرضية الحمل.
من الأقصر إلى بولندا: رحلة مومياء السيدة الغامضة المثيرة للجدل
أين تم اكتشاف المومياء؟
وفقًا لموقع لايف ساينس (Live Science)، تم العثور على المومياء في مدينة الأقصر، التي كانت تُعرف قديمًا باسم طيبة، وهي واحدة من أعظم عواصم الحضارات المصرية القديمة. تعود هذه المومياء إلى القرن الأول قبل الميلاد، ويُعتقد أنها كانت لشخصية رفيعة المستوى في المجتمع المصري القديم.
كيف وصلت إلى بولندا؟
نُقلت المومياء إلى جامعة وارسو في بولندا عام 1826، حيث بقيت هناك لأكثر من قرن ونصف دون أن تخضع لفحص علمي دقيق. وكان يُعتقد في البداية أنها مومياء لرجل كاهن، لكن الفحوصات الحديثة كشفت أنها تعود في الواقع إلى امرأة شابة في العشرينيات من عمرها.
اكتشاف 2021: هل كانت السيدة الغامضة حاملاً؟
في دراسة مثيرة نشرت عام 2021، أعلن فريق من مشروع وارسو للمومياوات أن هذه المومياء تحمل بقايا جنين في بطنها، مما يجعلها أول مومياء حامل معروفة في العالم.
كيف تم الإعلان عن هذا الاكتشاف؟
✔ استخدم الفريق تقنية التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) والأشعة السينية، ليكتشفوا وجود كتلة غير معتادة في منطقة البطن.
✔ وفقًا لتفسيرات الفريق، فإن هذه الكتلة كانت جنينًا في الشهر السادس أو السابع وقت الوفاة.
✔ اقترحوا أن الجنين تعرض لعملية “تخليل” طبيعية داخل الرحم بسبب نقص الأكسجين وارتفاع مستوى الحموضة.
لكن هذا الإعلان لم يكن محل إجماع علمي، بل أثار موجة انتقادات من علماء الآثار وخبراء التحنيط، مما أدى إلى إعادة التحقيق في صحة هذه الادعاءات.
دراسة جديدة تنسف فرضية حمل المومياء المصرية
بعد عامين من الجدل، قرر فريق دولي يضم 14 عالمًا من مختلف التخصصات إعادة فحص المومياء باستخدام تقنيات أكثر تقدمًا. قادت البحث عالمة الآثار كاميلا برولينسكا من جامعة وارسو، حيث تم تحليل أكثر من 1300 صورة مقطعية خام تم إنتاجها عام 2015، للكشف عن أي آثار للحمل أو أي مرض خطير مثل السرطان.
النتائج النهائية: لا جنين في بطن المومياء!
✔ التحليلات أكدت عدم وجود أي بقايا جنينية داخل المومياء.
✔ المادة التي كان يُعتقد أنها جنين لم تكن سوى بقايا مستخدمة في عملية التحنيط، وليست أنسجة جنينية.
✔ فكرة “تخليل الجنين” غير ممكنة علميًا، حيث لا يمكن للأحماض داخل الجسم إذابة العظام بهذه الطريقة، خاصة بعد تعرض الجسم للتحنيط.
بهذا، تم دحض نظرية الحمل تمامًا، وأُغلقت صفحة هذا الجدل العلمي المعقد!
هل كانت السيدة الغامضة مصابة بالسرطان؟
إلى جانب فرضية الحمل، كان هناك ادعاء آخر بأن المومياء ربما كانت تعاني من سرطان البلعوم الأنفي، وهو ما أدى إلى وفاتها. لكن الدراسة الحديثة فندت هذه النظرية أيضًا، حيث خلص العلماء إلى أن:
✔ أي تلف في الجمجمة كان ناتجًا عن عملية إزالة الدماغ أثناء التحنيط، وليس بسبب ورم سرطاني.
✔ لا يوجد أي دليل تشريحي أو إشعاعي يشير إلى وجود إصابة سرطانية.
وبالتالي، لا يوجد ما يؤكد أن “السيدة الغامضة” كانت مريضة بسرطان البلعوم الأنفي كما زُعم في السابق.
كيف ساهمت التكنولوجيا الحديثة في كشف الحقيقة؟
ما كان مستحيلًا في الماضي، أصبح اليوم ممكنًا بفضل التطورات التكنولوجية في مجال التصوير الطبي وتحليل البيانات.
استخدم الفريق العلمي تقنيات مثل:
✔ التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) لإعادة بناء الهيكل العظمي للمومياء بدقة متناهية.
✔ تحليل الكيمياء الحيوية لدراسة المواد الموجودة في منطقة البطن والتأكد مما إذا كانت أنسجة عضوية أم مجرد مواد تحنيط.
✔ تقنيات التصوير الطيفي لتحديد تركيب المواد المكتشفة داخل الجسم.
بفضل هذه الأدوات العلمية، استطاع الباحثون كشف حقيقة “السيدة الغامضة”، ووضع حدٍّ لأحد أكبر ألغاز علم المصريات في السنوات الأخيرة.
خاتمة: نهاية لغز “السيدة الغامضة”
بعد أربع سنوات من الجدل العلمي، أكد الباحثون أن مومياء “السيدة الغامضة” لم تكن حاملًا، ولم تكن مصابة بالسرطان، وأن المواد التي ظهرت في بطنها كانت جزءًا من عملية التحنيط وليس جنينًا محفوظًا.
بهذا الاكتشاف، يمكن للمجتمع العلمي أخيرًا طي صفحة هذه القضية والتركيز على أبحاث جديدة قد تكشف لنا أسرارًا أخرى عن الحضارة المصرية القديمة.
ما رأيك في هذا الكشف الجديد؟ هل كنت تعتقد أن المومياء كانت حاملاً بالفعل؟ شاركنا رأيك في التعليقات!