من هو أبو إسحاق الحويني ويكيبيديا السيرة الذاتية؟: وأشهر آرائه المثيرة للجدل

يُعد الشيخ أبو إسحاق الحويني واحدًا من أبرز علماء الحديث في العصر الحديث، وأحد أهم رموز السلفية في مصر والعالم الإسلامي. اشتهر باجتهاده في علم الحديث النبوي، وكانت له مكانة متميزة بين طلاب العلم، حيث تتلمذ على يد كبار علماء الحديث في العالم الإسلامي.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على سيرته الذاتية، مسيرته العلمية، أبرز مؤلفاته، وآرائه الفقهية الشهيرة، بالإضافة إلى الحديث عن دوره في نشر علم الحديث وتصحيح الأحاديث النبوية.

أبو إسحاق الحويني  ويكيبيديا السيرة الذاتية

مولده ونشأته

وُلد الشيخ حجازي بن محمد بن يوسف شريف، المعروف بـ أبي إسحاق الحويني، في 10 يونيو 1956 في قرية حوين بمحافظة كفر الشيخ – مصر. ترعرع في بيئة ريفية متوسطة، وكان شغوفًا بالقراءة والعلم منذ صغره.

كانت نشأته العلمية مميزة، حيث بدأ بقراءة الأدب والشعر والقصص الأدبية قبل أن يتوجه إلى العلوم الشرعية، وقد تأثر بالأديب مصطفى صادق الرافعي، ومحمود شاكر، وأحمد شوقي، مما صقل لغته العربية وأسلوبه الأدبي.

مسيرته العلمية والدعوية

دراسته الأكاديمية

التحق الشيخ بجامعة عين شمس – كلية الألسن، قسم اللغة الإسبانية، وتفوق في دراسته، حيث كان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة، وحصل على بعثة دراسية لاستكمال تعليمه في إسبانيا، لكنه لم يستمر هناك وعاد إلى مصر بسبب عدم ارتياحه للمعيشة هناك.

طلبه للعلم الشرعي

بدأ الشيخ دراسة الحديث النبوي والتعمق في علوم السنة خلال دراسته الجامعية، حيث قرأ كتاب “السلسلة الضعيفة” للشيخ محمد ناصر الدين الألباني لمدة عامين، وهو ما شكّل الأساس في تكوينه العلمي.

🔹 تأثر كثيرًا بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وسافر إلى الأردن للقاءه والتعلم منه.
🔹 تتلمذ أيضًا على يد الشيخ عبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، وعبد الله بن جبرين.
🔹 درس على يد الشيخ محمد نجيب المطيعي، حيث تلقى علوم الحديث وأصول الفقه.

رحلاته العلمية

سافر الشيخ أبو إسحاق الحويني في رحلات علمية إلى العديد من الدول، منها: ✅ الأردن – حيث تتلمذ على يد الشيخ الألباني.

✅ السعودية – حيث حضر دروس الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين في المسجد الحرام.
✅ اليمن – حيث التقى بالشيخ مقبل الوادعي، واطلع على علوم الحديث هناك.

كان لهذه الرحلات دور كبير في تكوين شخصيته العلمية، وتعزيز مكانته كمحدث معاصر.

إسهاماته في علم الحديث

كان الشيخ متخصصًا في علم الحديث، وله عشرات الكتب والمقالات والتحقيقات العلمية، حيث كرّس حياته لتنقية الحديث النبوي من الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

 أبرز مؤلفاته:

  • “غوث المكدود في تخريج منتقى ابن الجارود” – وهو أحد أعماله الرئيسية في تحقيق الأحاديث.
    “إتحاف الناقم بوهم الذهبي والحاكم” – دراسة نقدية حول تحقيق الحديث.
  • “نظرات في أصول الحديث” – يشرح فيه قواعد علم الحديث بطريقة ميسرة.
  • “المنتقى في الأحكام” – كتاب فقهي يعتمد على الأحاديث الصحيحة فقط.

كما كانت له العديد من المحاضرات والبرامج التلفزيونية، مثل برنامج “فضفضة” على قناة الناس، وبرامج أخرى على قناة الرحمة والندى.

آراء الشيخ أبو إسحاق الحويني الفقهية

1️⃣ تحريمه الموسيقى
كان للشيخ رأي صارم في تحريم الموسيقى، حيث استدل بحديث النبي ﷺ: 📜 “ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ، والحرير، والخمر، والمعازف.”
🔸 رأى أن جميع أنواع الموسيقى محرمة، باستثناء الدُف في الأفراح.

2️⃣ وجوب ختان الإناث
أفتى الشيخ بوجوب ختان الإناث، مستندًا إلى المذهب الشافعي الذي يرى ذلك فرضًا شرعيًا.

3️⃣ الحجاب والنقاب
🔹 كان الشيخ يرى أن الحجاب فرض على جميع النساء، وأن النقاب مستحب لكنه ليس واجبًا.
🔹 انتقد اللباس غير المحتشم في المجتمع، واعتبره مخالفة للشريعة الإسلامية.

4️⃣ موقفه من البرلمانات والأحزاب السياسية
رأى الشيخ أن دخول البرلمانات المعاصرة لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية، حيث كان يعتبر أن الحكم بما أنزل الله هو الأساس، لكنه لم يكن يكفّر من يشارك فيها.

5️⃣ آراؤه حول الدعوة الإسلامية

  •  كان الشيخ يؤمن بـ أهمية الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
  • حذّر من التكفير والتطرف الديني، لكنه كان ينتقد التساهل في بعض المسائل العقائدية.
  •  ركّز على أهمية تصحيح العقيدة ونشر التوحيد بين الناس.

ثناء العلماء عليه

حظي الشيخ بتقدير واسع من العلماء والدعاة، ومن أقوالهم فيه:

  •  الشيخ الألباني: “أبو إسحاق من أقوى طلاب العلم في الحديث.”
  • الشيخ محمد حسين يعقوب: “ما أشد ألم أهل السنة إذا غاب رسمك!”
  •  الشيخ مشهور حسن آل سلمان: “أشهد أن أبا إسحاق من علماء الحديث الراسخين فيه.”

🔹 كان يُلقب بـ “البخاري الصغير” نظرًا لمهارته في علم الحديث.

تفاصيل وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني

توفي الشيخ في 17 آذار/ مارس 2025  الموافق بالهجري السابع هسر من شعر رمضان 1446، عن عمر 68 عامًا، بعد صراع مع المرض. كانت وفاته خسارة كبيرة للعالم الإسلامي، حيث نعاه كبار العلماء والدعاة.

أقيمت صلاة الجنازة في مسجد شيخ الإسلام، وسط حضور آلاف المصلين، وتم دفنه في مقابر العائلة بمحافظة كفر الشيخ.

 موقف العلماء بعد وفاته:

  • اعتبره البعض آخر جهابذة الحديث في هذا العصر.
  • وُصفت وفاته بأنها نهاية لمرحلة مهمة في دراسة الحديث المعاصر.

الخاتمة
كان أبو إسحاق الحويني عالمًا مجتهدًا، قضى حياته في نشر السنة النبوية، وتصحيح المفاهيم الشرعية. رحل عن دنيانا، لكن علمه باقٍ، وسيظل مرجعًا لكل طالب علم في مجال الحديث النبوي.

نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء، ويجعل علمه في ميزان حسناته.

مروان سعيد

كاتب ذو خبرة واسعة في الصحافة الرقمية، يتميز بمهاراته العالية في البحث والتحليل. يسعى دائمًا لتقديم محتوى متجدد وذي قيمة للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى