فضل ليلة القدر في القرآن والسنة.. لماذا هي خير من ألف شهر؟

ليلة القدر ليست كأي ليلة، بل هي أعظم ليلة في السنة، ليلة اختصها الله بكرم لا يُضاهى، وجعلها خيرًا من ألف شهر، أي ما يعادل 83 سنة و4 أشهر من العبادة، فيها تنزل الملائكة بالرحمة والبركة، ويكتب الله فيها مقادير العباد للعام القادم. فمن أحياها بالطاعة، فقد فاز بأجر لا يحصى، وغفران لا حدود له.

في هذا المقال، سنتعرف على فضل ليلة القدر كما ورد في القرآن والسنة، ولماذا تعتبر ليلة العمر التي يجب ألا تفوت وأفضل ليلة في العام وتعادل أكثر 1000 شهر.

فضل ليلة القدر في القرآن الكريم

ليلة القدر ذكرت في القرآن بسورة كاملة

أعظم دليل على مكانة ليلة القدر أنها خُصّت بسورة كاملة في القرآن، وهي سورة القدر، قال الله تعالى:

“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”.

هذه الآيات تؤكد أن ليلة القدر ليلة مليئة بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، وأنها تفوق عمر الإنسان العادي بفضلها وأجرها العظيم.

نزول القرآن الكريم في ليلة القدر

قال الله تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ” (الدخان: 3)، المقصود بهذه الليلة المباركة هو ليلة القدر، حيث بدأ نزول القرآن الكريم على النبي ﷺ، مما زادها قدسية ومكانة عظيمة في الإسلام.

تُكتب فيها الأقدار للعام القادم

قال تعالى: “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ” (الدخان: 4)، أي أن ليلة القدر هي الليلة التي يُكتب فيها ما سيحدث للعباد خلال السنة القادمة من أرزاق، وأقدار، وأعمال، وحياة، وموت، وكل شيء بإذن الله.

فضل ليلة القدر في السنة النبوية

قيامها سبب لمغفرة الذنوب

قال النبي ﷺ:

“من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).

هذا الحديث يؤكد أن قيام ليلة القدر سبب لمغفرة الذنوب جميعها، شرط أن يكون العبد مخلصًا في عبادته، يرجو رضا الله، وليس مجرد أداء شكلي للطاعات.

الدعاء فيها مستجاب

في ليلة القدر، يكون الدعاء أقرب للاستجابة، لذا أوصى النبي ﷺ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سألته عن أفضل دعاء يقال فيها، فقال:

“قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني” (رواه الترمذي).

هذه الليلة فرصة ذهبية للدعاء بكل ما نرجوه من الله، سواء كان من أمور الدنيا أو الآخرة.

الملائكة تملأ الأرض وتنشر السلام

قال النبي ﷺ:

“إن الملائكة في تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى” (رواه أحمد).

وهذا دليل على البركة العظيمة التي تنزل في هذه الليلة، حيث تمتلئ الأرض بالملائكة التي تنشر السكينة والسلام.

لماذا ليلة القدر خير من ألف شهر؟

ليلة القدر تساوي 83 سنة و4 أشهر من العبادة، أي أن من قامها وأحسن فيها العمل، فكأنه عبد الله عمرًا كاملًا وأكثر!

لو كان شخص يصلي ركعتين لله في ليلة القدر، فكأنما صلى هذه الركعتين كل يوم لمدة 83 سنة، ولو قرأ القرآن، فكأنما تلا القرآن يوميًا طيلة حياته.

هذا الفضل العظيم لا يوجد في أي ليلة أخرى، ولهذا السبب حرص النبي ﷺ والصحابة على تحريها والاجتهاد فيها بكل الوسائل الممكنة.

كيف نغتنم فضل ليلة القدر؟

  • الإكثار من الصلاة والقيام، فكل ركعة تُكتب بأجر ركعات لسنوات طويلة.
  • الاجتهاد في الدعاء، لأنه لا يُرد في هذه الليلة.
  • الاستغفار والتوبة، فمن نال المغفرة في هذه الليلة، فقد فاز بأعظم جائزة.
  • تلاوة القرآن بتدبر، فكل آية تقرأها تعادل آلاف المرات في غيرها من الليالي.
  • إحياء الليلة كاملة، فمن فاته ساعة منها، فقد خسر كنزًا لا يقدر بثمن.

لا تدع ليلة القدر 2025 تفوتك

ليلة القدر 2025 هدية من الله، فهي فرصة العمر التي تأتي مرة واحدة كل عام، ومن يدركها فقد نال خيرًا لا يمكن وصفه، اجعل هذه الليلة نقطة تحول في حياتك، فربما تكون سببًا في نجاتك وسعادتك في الدنيا والآخرة.

ندى عبدالرحمن

كاتبة تتمتع بمهارات عالية في سرد القصص وتغطية الأحداث الهامة. تسعى دائمًا لتقديم محتوى مفيد وممتع للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى