ما هو مرض هدى شديد ومن هي؟ | السيرة الذاتية للإعلامية اللبنانية التي واجهت الموت بالابتسامة
ذات مساء هادئ، وفي لحظةٍ لم يكن فيها أحد مستعدًا لسماع خبرٍ قاسٍ، طُويت صفحة مشرقة من صفحات الإعلام اللبناني. هدى شديد، الوجه الإعلامي المألوف على شاشات الأخبار، والاسم الذي طالما رافق التغطيات الرسمية والسياسية، تُفارق الحياة بعد صراع طويل مع المرض، لكنها ترحل والابتسامة لم تغب عن محياها، تمامًا كما عوّدت جمهورها طيلة سنواتٍ من التحدي.
من هي هدى شديد؟ ولماذا تركت هذا الأثر الكبير؟ وما تفاصيل مرضها؟ هذا ما سنغوص فيه عبر سيرة حياة صارت درسًا في العزم والنبل.
من هي هدى شديد؟ | سيرة إعلامية نادرة
هدى شديد، إعلامية لبنانية قديرة، ولدت في لبنان وعملت لعقود في المجال الإعلامي. ارتبط اسمها بشكل خاص بالتقارير والتغطيات السياسية، وكانت من أبرز مراسلات القصر الجمهوري اللبناني، حتى أصبحت من أكثر الوجوه الإعلامية قربًا من دوائر الحكم.
تميزت بأسلوبها الهادئ والدقيق.
- اكتسبت احترام زملائها ومتابعيها على حد سواء.
- لم تكن فقط ناقلة للأخبار، بل شاهدة على محطات مفصلية في تاريخ لبنان السياسي.
- عرفت بمواقفها المهنيّة، ورزانتها أمام الكاميرا، وارتبط صوتها بأهم نشرات الأخبار والبرامج الحوارية التي تحاكي الشأن اللبناني العام.
ما هو مرض هدى شديد؟
أصيبت هدى شديد بمرض السرطان، وقد خاضت معه معركتين قاسيتين. كانت الإصابة الأولى قبل سنوات، وتجاوزتها بقوة وبتفاؤل، لتعود لاحقًا ويطرق السرطان بابها مجددًا، ولكن هذه المرة كان أكثر شراسة.
- لم تستسلم.
- لم تختبئ.
- ولم تطلب تعاطفًا مجانيًا.
بل اختارت أن تُظهر للناس وجه القوة في المرض، وشاركتهم تجربتها بصدق، كما فعلت حين نشرت صورة لها بدون شعر مستعار، وكتبت:
“Finally I faced my fear… It is the real FREEDOM.”
“أخيرًا واجهت خوفي.. إنها الحرية الحقيقية”.
تلك الجملة اختزلت كل ما يمكن أن يُقال عن الشجاعة.
تكريمٌ في الزمن الصعب
في مشهد مؤثر، تم تكريم هدى شديد من قبل رئيس الجمهورية جوزاف عون والسيدة الأولى نعمت عون في القصر الجمهوري، المكان الذي أمضت فيه سنوات طويلة كمراسلة ومتابعة لنشاطات الرؤساء.
خلال التكريم، ألقت هدى كلمات عميقة وقالت:
“قد يكون التكريم حياة ثانية، وقوة دفع وتشجيع للتسليم بإرادة الرب الذي قال: لا تسقط شعرة من رؤوسكم إلا بإرادتي”.
لم تكن تلك مجرد كلمات بروتوكولية، بل شهادة من إنسانة شعرت بقرب النهاية، لكنها ظلت متمسكة بالأمل حتى اللحظة الأخيرة.
هدى شديد في الإعلام اللبناني: حضور لا يُنسى
من أبرز ما ميّز هدى شديد:
- رصانتها في تقديم الأخبار.
- مهنيتها العالية في التغطيات السياسية.
- احترامها للمهنة ولمتابعيها.
لم تكن تبحث عن الشهرة الرنانة، بل اختارت أن تبني مجدها بصمت، عبر حضورها الثابت والمصداقية التي كانت شعارها الأول.
وكان برنامجها “لبنان اليوم” من أبرز المنصات التي استضافت شخصيات رفيعة وأثارت نقاشات هامة حول الوضع اللبناني.
“ليس بالدواء وحده” | شهادة امرأة واجهت الموت
سجلت هدى شديد تجربتها مع المرض في كتابها “ليس بالدواء وحده”، والذي لم يكن مجرد كتاب، بل كان رسالة أمل وأداة تمكين لكل من يواجه المرض أو يشعر بالهزيمة.
فيه تحدّثت عن تفاصيل العلاج الكيماوي، الألم الجسدي، والجانب النفسي الذي كان أشد قسوة.
الكتاب انتشر بين محبيها والمهتمين بقصص القوة الإنسانية، وتحول إلى مصدر إلهام.
رحيلٌ مؤلم.. لكنه مهيب
مساء الجمعة، أعلنت العائلة وفاتها، ليتحول الحزن إلى موجة تضامن ضخمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- انهالت كلمات النعي من زملائها الإعلاميين.
- غرّد اللبنانيون ينعون صوتها، وحنكتها، وإنسانيتها.
- تصدرت اسمها الترندات اللبنانية.
- الجميع تحدث عن هدى الإنسانة، قبل أن تكون إعلامية.
ماذا قالوا عن هدى شديد بعد وفاتها؟
الإعلامي مارسيل غانم: “وداعًا أيتها الرفيقة، كنتِ صوت الضمير النبيل في زمنٍ عصيب”.
مي شدياق: “قاتلتِ بشرف. وانتصرتِ حتى في الرحيل”.
زملاؤها في LBC وMTV: “صوتك لا يُنسى، وحضورك سيبقى فينا دائمًا”.
دروس من حياة هدى شديد
1. لا تخف من مواجهة الخوف
الحرية الحقيقية تبدأ من التصالح مع الذات.
2. المهنة ليست فقط وظيفة
بل رسالة، وهدى أوصلتها بأمانة حتى اللحظة الأخيرة.
3. لا شيء يُهزم الإرادة
حتى المرض، يمكن تجاوزه بالإيمان والعزيمة.
4. الجمال في الصدق
كانت جميلة، لا بمظهرها فقط، بل بحقيقة حضورها.
رسائل وداعية ملهمة
نشرت هدى في آخر منشوراتها دعاءً مرفقًا بصورة لها، وكأنها كانت تودع جمهورها دون أن تقول ذلك صراحة.
وكان الختام بكلمات:
“سأكمل طريقي، وربما يكون الطريق قصيرًا، لكنني سأمشيه بفخر”.
من هي هدى شديد ويكيبديا السيرة الذاتية؟ | بطاقة تعريف
- الاسم الكامل: هدى شديد
- الجنسية: لبنانية
- المهنة: إعلامية وصحفية
- أبرز البرامج: لبنان اليوم، نشرات الأخبار السياسية
- أهم المؤسسات: LBC، تلفزيون لبنان
- المؤلفات: “ليس بالدواء وحده”
- الحالة الصحية: توفيت في مارس 2024 بعد صراع مع السرطان
- مكان الوفاة: بيروت، لبنان
خاتمة: هدى شديد… رحلت لكن بقيت معنا
لا تُقاس حياة الإنسان بطولها، بل بالأثر الذي يتركه.
هدى شديد رحلت عن عالمنا، لكن كلماتها، ومواقفها، وابتسامتها، ستبقى شاهدة على امرأة من نوعٍ خاص، لم تكسرها الحياة، ولا هزمها المرض.
وداعًا يا هدى… علمتِنا كيف تكون الكلمة حرة، والإنسان قويًا، حتى في حضرة الموت.