أول أيام عيد الفطر 2025 في باكستان: كم باقي على عيد الفطر 1446؟

في صباحٍ مشرقٍ بعد ثلاثين يومًا من الصيام، تستيقظ باكستان بأكملها على صوت التكبيرات التي تملأ المساجد والبيوت، معلنة قدوم عيد الفطر المبارك. إنه يوم الفرح والسرور، الذي ينتظره المسلمون في كل أنحاء العالم، وتتجلّى فيه أعظم مشاعر الامتنان والابتهاج. ولكن في باكستان، لهذا العيد مذاق خاص، إذ تمتلئ الشوارع بالحيوية، وتنبض القلوب بأجمل الأمنيات، وتُحيى العادات التي تجمع بين الدين والثقافة والتراث العريق.

يُعد أول أيام عيد الفطر 2025 في باكستان مناسبة لا تُضاهى من حيث الأهمية والفرحة، حيث يحتفل المسلمون هناك بواحد من أهم أيام السنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى: صلاة، تكبير، صلة رحم، أكلات تقليدية، وعادات متجذرة.

وفي هذا المقال، سنأخذكم في رحلة مميزة عبر أجواء هذا اليوم المبارك في أرض باكستان، بدءًا من موعد العيد، العد التنازلي له، وانتهاءً بالتقاليد الشعبية والعائلية التي تميّز هذا البلد المسلم العريق.

أول أيام عيد الفطر 2025 في باكستان

بحسب ما أعلنه المرصد الدولي للفلك، فإن أول أيام عيد الفطر المبارك 2025 في باكستان سيكون يوم الإثنين 31 مارس 2025، حيث يُكمل رمضان ثلاثين يومًا، ويبدأ شهر شوال في اليوم التالي.

ويوافق هذا اليوم المبارك الأول من شوال 1446 هـ، وهو ما تم تقديره فلكيًا وفق الحسابات الدقيقة التي تعتمد عليها الجهات الرسمية في تحديد الأعياد الإسلامية، خاصة في الدول التي تعتمد على الرؤية المحلية إلى جانب التقديرات الفلكية.

ومع ذلك، تبقى باكستان من الدول التي تُصرّ على انتظار رؤية الهلال بالعين المجردة من قبل لجنة تحرّي الهلال التابعة لـ “مجلس الروية المركزي” (Ruet-e-Hilal Committee)، وهي لجنة تتبع دار الإفتاء الباكستانية وتعتمد في قراراتها على شهود من مختلف أنحاء البلاد.

 كم باقي على عيد الفطر 1446 في باكستان؟

مع اقتراب الأيام الأخيرة من شهر رمضان، يبدأ العد التنازلي للعيد المنتظر، ويبدأ المسلمون في باكستان بالتجهيز واستشعار قرب لحظة الفرح:

 العد التنازلي لعيد الفطر 2025 في باكستان

  • 08 أيام  (من وقت كتابة المقال)

كل دقيقة تمرّ تُقرّبنا من أول صباح يتزين بالتكبيرات، ويستقبلنا بثوبٍ جديدٍ ونفوسٍ متجددة.

 طقوس عيد الفطر في باكستان: يوم يبدأ بالصلاة ويُختتم بالفرح

 التكبيرات وصلاة العيد

يبدأ المسلمون في باكستان يوم العيد قبل شروق الشمس، بالتكبيرات والتهليلات التي تُملأ بها المساجد والساحات العامة. يرتدي الرجال والنساء والأطفال أبهى الملابس الجديدة، ويتوجهون إلى أماكن الصلاة المفتوحة أو المساجد لأداء صلاة العيد في مشهد مهيب يجمع الآلاف.

يُشرف على الصلاة أئمة بارزون من كبار علماء الدين، وتُلقى بعدها خطبة العيد التي تذكّر المسلمين بفضائل الشهر، وأهمية العيد في تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، وأهمية الصدقة والعطاء.

 التقاليد الاجتماعية: بين الصدقة وصلة الرحم

 زكاة الفطر

من أبرز الطقوس التي تسبق العيد في باكستان، دفع زكاة الفطر، وهي فريضة شرعية يُؤديها المسلمون لإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين، حتى لا يُحرم أحد من فرحة العيد.

تُنظم العديد من الجمعيات الخيرية، مثل “إيدهي فاونديشن” و”الخدمة الإسلامية”، حملات واسعة لجمع الزكاة وتوزيعها في القرى والأحياء الفقيرة.

 الزيارات العائلية

بعد الصلاة، تبدأ الزيارات العائلية بين الأقارب، ويتبادل الجميع التهاني والدعوات الطيبة، وتُقام موائد فطور غنية بالأطعمة والحلويات، أبرزها:

  • سيويا (Sheer Khurma): وهي حلوى العيد الأشهر في باكستان، مصنوعة من الشعيرية والحليب والتمر والمكسرات.
  • بيلاف الأرز والتوابل: يُقدّم مع اللحوم أو الدجاج.
  • الخبز المحلي المخبوز على التنور.

 الأطفال في العيد: أبطال هذا اليوم

العيد في باكستان لا يكتمل دون الأطفال، فهم نكهة اليوم وسعادته الكبرى. وتحرص العائلات على إسعادهم من خلال:

  • تقديم العيدية نقدًا أو هدايا.
  • اصطحابهم إلى الحدائق العامة والملاهي.
  • تنظيم مسابقات وأناشيد في المدارس والمراكز المجتمعية.
  • كما تُقام في بعض المناطق عروض فنية وفلكلورية تُرسم البسمة على وجوه الصغار والكبار.

 تحضيرات ما قبل العيد: الأسواق لا تنام

تبدأ استعدادات العيد في باكستان قبل أسبوعين على الأقل، وتدخل الأسواق في حالة استنفار:

  • أسواق لاهور وكراتشي وبيشاور تشهد ازدحامًا كبيرًا.
  • المراكز التجارية تظل مفتوحة حتى الفجر لشراء الملابس والهدايا.
  • تنتشر أكشاك الحناء والإكسسوارات، خاصة للنساء والفتيات.
  • تُزيَّن الشوارع والفوانيس وتُطلق الأناشيد الدينية.
  • كل هذا يجعل من التحضير للعيد في باكستان احتفالًا بحد ذاته، يزيد من بهجة اليوم المنتظر.

 المراكز الإسلامية ودور العلماء في العيد

تلعب المساجد والمراكز الدينية في باكستان دورًا كبيرًا في تنظيم أجواء العيد:

  • تقديم الخطب والدروس التي تُعزز روح العيد والتسامح.
  • تنظيم خيام إفطار العيد للفقراء والمغتربين.
  • إقامة فعاليات ثقافية في المعاهد الإسلامية، خاصة في المناطق الريفية.
  • هذا الدور يساهم في تعزيز البُعد الروحي للعيد، ويجعله أكثر من مجرد مناسبة اجتماعية.

 الإعلام والدراما في العيد

من عادات باكستان الحديثة، أن تُقدَّم برامج وأعمال درامية وكوميدية مخصصة للعيد، حيث تُعرض:

  • عروض فكاهية تحت عنوان “عيد شو”.
  • أغاني العيد التقليدية مثل “عيد مبارك”.
  • مسلسلات قصيرة تُعرض فقط خلال أيام العيد.
  • هذا المزج بين الحداثة والتقاليد يُضفي لمسة ترفيهية على الاحتفال.

 باكستان والروح الإسلامية في العيد

كون باكستان دولة إسلامية، فإنها تُولي اهتمامًا كبيرًا بالمناسبات الدينية. ويُعتبر عيد الفطر عطلة رسمية لمدة 3 أيام في مختلف القطاعات، ويُرافقها تغطية إعلامية واسعة، ورسائل تهنئة من المسؤولين ورجال الدين، وتخصيص أماكن إضافية للصلاة.

 الأسئلة الشائعة

هل عيد الفطر 2025 في باكستان ثابت بالتاريخ الميلادي؟
لا، يتم تحديده وفق رؤية الهلال الشرعية، لكن الحسابات الفلكية تشير إلى يوم 31 مارس 2025.

ما أبرز أطعمة العيد في باكستان؟
أشهرها Sheer Khurma، بالإضافة إلى البرياني، والخبز التنوري، واللحوم المطهية على الطريقة التقليدية.

هل عيد الفطر عطلة رسمية في باكستان؟
نعم، هو عطلة رسمية لمدة ثلاثة أيام، تشمل المدارس، والدوائر الحكومية، والشركات الخاصة.

 الختام: عيد الفطر في باكستان… حين تتجلى معاني الفرح

في بلدٍ عريقٍ كـباكستان، لا يكون العيد مجرد عطلة أو تقليد موسمي، بل هو تجديد للإيمان، وتجسيد للمحبة، واحتفال بالروح الإسلامية الأصيلة. من لحظة ثبوت الهلال إلى آخر لحظات العيد، تبقى باكستان بلدًا ينبض بالفرح، ويُثبت أن الإسلام دين بهجة كما هو دين عبادة.

فكل عيد فطر وأنتم بخير، وكل رمضان وأنتم أقرب لله… من أرض باكستان، نرسل التهاني لكل مسلم في هذا العالم.

رنا الشامي

محررة ذات حس إبداعي، تجمع بين الخبرة في تغطية الأخبار والقدرة على جذب القراء بمقالات مشوقة ومفيدة في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى