تاريخ أول أيام عيد الفطر 2025 في البرتغال؟: بهجة المسلمين في أرض الفادو والتاريخ
في قلب القارة الأوروبية، وتحديدًا على الساحل الغربي لشبه الجزيرة الإيبيرية، تقع البرتغال؛ بلد غني بالثقافة والتاريخ والموسيقى والآثار. وبين جنبات هذا البلد الذي يغلب عليه الطابع المسيحي، تنمو وتزدهر جالية إسلامية صغيرة لكنها حيوية، تستعد في كل عام لاستقبال عيد الفطر المبارك بقلوب عامرة بالإيمان والتفاؤل.
رغم أن المسلمين في البرتغال لا يمثلون إلا نسبة قليلة من السكان، إلا أن حضورهم في المناسبات الإسلامية الكبرى، وعلى رأسها عيد الفطر، بات ملحوظًا وفاعلًا، سواء في المساجد أو في الأحياء التي يسكنونها.
ومع اقتراب نهاية شهر رمضان الفضيل، تبدأ الأسئلة تتزايد: متى يكون عيد الفطر 2025 في البرتغال؟ وما الذي تفعله الجالية لاستقباله؟ وكيف يحتفلون في بلد لا يُعتبر العيد فيه عطلة رسمية؟
هذا المقال يأخذك في جولة بين الأزقة التاريخية للبرتغال، ويكشف لك عن وجهٍ آخر من الفرح الرمضاني الذي لا يعرف الحدود، ولا يحتاج لكثرة الأعداد كي يُعلن عن نفسه.
متى أول أيام عيد الفطر 2025 في البرتغال؟
بحسب الحسابات الفلكية الدقيقة المعتمدة على رؤية هلال شوال، فإن أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 2025 في البرتغال سيصادف يوم الأحد 30 مارس 2025 ميلاديًا، الموافق لـ 1 شوال 1446 هجريًا.
ويعتمد المسلمون في البرتغال على الإعلانات الرسمية الصادرة عن:
- المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
- المراكز الإسلامية الكبرى في لشبونة وبورتو وفارو
- اتحاد المساجد في البرتغال
نظرًا لعدم وجود هيئة دينية إسلامية مركزية في البلاد، تتبع معظم الجاليات الحسابات الفلكية لتوحيد الرؤية مع باقي الدول الأوروبية.
العد التنازلي لعيد الفطر 1446 في البرتغال
كم باقي على عيد الفطر 2025؟
- 07 أيام (من وقت نشر المقال)
العد التنازلي ليس مجرد أرقام، بل هو مؤشّر لقلوب تنتظر الفرحة، وعائلات بدأت تحضّر لليوم الذي تتجمّع فيه الأرواح وتُرفع فيه الدعوات ويتجدد فيه الأمل.
صلاة العيد في البرتغال: بهجة الإيمان في قلب أوروبا
صلاة عيد الفطر في البرتغال تُقام في عدد من المساجد والمراكز الإسلامية، أبرزها:
- المركز الإسلامي في لشبونة
- مسجد بورتو الكبير
- المركز الثقافي الإسلامي في ألبوفيرا
- مسجد فارو جنوب البلاد
وتُعد الصلاة لحظة روحانية جامعة، حيث:
- يحرص الرجال والنساء على حضورها.
- تُسمع تكبيرات العيد بلغات ولهجات مختلفة.
- تُلقى خطبة العيد بلغتين: العربية والبرتغالية، لتعزيز الفهم بين المسلمين والمهتمين بالإسلام.
وفي بعض المدن، يتم تنظيم صلاة العيد في ساحات عامة أو صالات رياضية تُستأجر خصيصًا لهذا اليوم، نظرًا لضيق بعض المساجد أو تزايد أعداد المصلين.
زكاة الفطر في البرتغال: عمل خيري يُنير القلوب
رغم أن المسلمين في البرتغال يمثلون أقلية، إلا أن التزامهم بأداء زكاة الفطر هو من أبرز معالم هذا الموسم المبارك.
- تُقدّر قيمة الزكاة في المتوسط بـ 5 يورو للفرد.
- تُجمع من خلال المساجد أو تُعطى للفقراء مباشرة.
- تنظم بعض الجمعيات حملات لتوزيع الطعام أو القسائم على الأسر المسلمة ذات الدخل المحدود.
زكاة الفطر في المهجر تُجسّد المعنى الحقيقي لـالتكافل الاجتماعي، وتعزز من روح المجتمع الإسلامي، حتى وسط بلد ذي أغلبية مسيحية.
فرحة الأطفال في العيد: صغيرة العدد، كبيرة في الأثر
بالنسبة لأطفال المسلمين في البرتغال، يُعد عيد الفطر يومًا خاصًا بكل ما فيه:
- ملابس جديدة تُحضّر قبل العيد بأيام.
- عيدية نقدية أو هدايا بسيطة تُمنح من الأهل والجيران.
- أنشطة ترفيهية تنظمها المساجد: الرسم، المسابقات، عروض الدمى.
- زيارات عائلية صغيرة تجمع الأقارب والأصدقاء.
بعض المدارس الإسلامية الخاصة تُقيم حفلات صغيرة للأطفال بمناسبة العيد، ما يُساعدهم على الحفاظ على هويتهم الدينية، والانخراط الإيجابي في المجتمع.
مائدة العيد: نكهة عربية تُعطر الأجواء البرتغالية
رغم أن المطبخ البرتغالي يختلف عن المأكولات الإسلامية، إلا أن الأسر المسلمة في العيد تتمسك بـ:
- المعجنات والحلويات التقليدية مثل الكعك، المعمول، والغريبة.
- أطباق مثل: الكسكس، الكبسة، المقلوبة، البرياني، حسب أصول الجالية (مغربية، جزائرية، باكستانية، سورية…).
- تقديم التمر والشاي بالنعناع أو القهوة العربية للزوار بعد صلاة العيد.
- في بعض الأحياء، يتحول العيد إلى مناسبة يشارك فيها حتى الجيران من غير المسلمين، ويجربون المأكولات في أجواء ودية ترسخ التعايش الثقافي.
الجالية المسلمة في البرتغال: تنوّع وصبر
يُقدّر عدد المسلمين في البرتغال بحوالي 50,000 نسمة، ينحدر أغلبهم من:
- المغرب
- غينيا بيساو
- الهند وباكستان
- بعض السكان الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام
ورغم قلة عددهم مقارنة ببعض الدول الأوروبية، فإن لهم حضورًا قويًا في المناسبات الدينية، ويُعتبرون مثالًا للاندماج السلمي واحترام القوانين مع الحفاظ على المعتقدات.
الأسئلة الشائعة
❓ هل عيد الفطر عطلة رسمية في البرتغال؟
لا، عيد الفطر ليس عطلة رسمية، لكن يُسمح للطلاب والموظفين المسلمين بطلب يوم إجازة للاحتفال بالمناسبة.
❓ كيف يُحدد موعد العيد في البرتغال؟
بناءً على الحسابات الفلكية وبيانات المجلس الأوروبي للإفتاء، وتُعلنه المراكز الإسلامية محليًا قبل العيد بيوم أو يومين.
❓ كيف يتفاعل المجتمع البرتغالي مع عيد الفطر؟
عمومًا، هناك احترام وتقبل كبير من المجتمع، وبعض المؤسسات التعليمية تشارك الطلاب المسلمين بالتهنئة.
❓ هل توجد فعاليات ثقافية للعيد؟
نعم، تشمل أمسيات دينية، ندوات تعريفية بالإسلام، وحفلات للأطفال داخل المساجد.
الختام: عيد الفطر في البرتغال… مساحة للفرح في قلوب صغيرة بعددها، كبيرة بأملها
رغم أن عيد الفطر في البرتغال لا يُحتفل به على نطاق وطني، ولا تقام له الزينات في الشوارع، إلا أنه يعيش في قلوب المسلمين بكل معانيه.
إنه يوم يجمعهم، يفرحهم، ويجدد إيمانهم، ويُعطيهم فرصة ليقولوا لأنفسهم وللعالم: “نحن هنا… نفرح كما يفرح الجميع”.
في الزوايا الصغيرة من لشبونة، وفي الأحياء الهادئة من بورتو، وفي جلسات الشاي الدافئة بعد الصلاة، يظل العيد يومًا من النور، تُضاء فيه الأرواح ولو لم تُضاء فيه الأنوار.