بث مباشر تحري ليلة القدر شروق شمس 23 رمضان 2025.. هل كانت الليلة المنتظرة؟
في صبيحة الأحد، 23 رمضان 1446هـ، الموافق 23 مارس/ آذار 2025م، عاشت القلوب المؤمنة لحظات ترقّبٍ وخشوعٍ استثنائية، حيث استيقظت العيون مع أول خيوط الفجر لرصد الظواهر التي قد تُنبئ بليلة القدر، الليلة التي وصفها القرآن الكريم بأنها “خيرٌ من ألف شهر”، لحظة يترقبها العالم الإسلامي بشغف ودهشة وسكينة، آملين في إدراكها وإحياءها.
تحري ليلة القدر: من الإيمان إلى الدهشة
لطالما مثّلت العشر الأواخر من رمضان ذروة الروحانية لدى المسلمين، وتحديدًا الليالي الوترية التي أوصى بها النبي ﷺ، قائلاً: “تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر”. وها نحن في الليلة الثالثة والعشرين من رمضان، وقد علت التساؤلات في كل بيتٍ مسلم: هل كانت هذه هي الليلة المباركة؟
في بث مباشر عبر مواقع التواصل، توالى المتابعون من شتى أنحاء العالم لمتابعة شروق شمس صبيحة 23 رمضان. وكان السؤال: هل ستشرق الشمس دون شعاع كما ورد في الأحاديث النبوية؟
شروق الشمس يوم 23 رمضان 2025: هل ظهرت العلامة؟
وفقاً لمراقبين فلكيين وهواة التحري، لوحظت ظاهرة غير مألوفة عند شروق الشمس الساعة 6:21 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة، إذ تأخر ظهور قرص الشمس بضع دقائق، وظهرت بشكل خافت دون أشعة قوية تؤذي العين.
قال أحد المراقبين: “لقد بدت الشمس كأنها قرص نقي لا وهج له، وكان في السماء هدوء غير معتاد، وسكون يملأ الأفق”. هذه المشاهدة أعادت للواجهة الحديث عن أبرز علامات ليلة القدر وهي شروق الشمس دون شعاع، كما ورد عن النبي ﷺ: “تطلع الشمس في صبيحتها لا شعاع لها، كأنها طست حتى ترتفع”.
لكن في المقابل، يرى علماء الدين والفلك أنّ هذا التحليل لا ينبغي أن يكون دليلاً حاسمًا بمفرده، بل يجب أن يُقرن بالاجتهاد في العبادة في جميع الليالي الوترية، وعدم الاقتصار على العلامات الظاهرية فقط.
هل كانت ليلة القدر فعلًا؟
السؤال الذي يُطرح كل عام: هل كانت الليلة؟ في الواقع، لا أحد يعلم الجواب بيقين. فليلة القدر من الأسرار الإلهية التي أخفاها الله عن عباده ليجتهدوا ويقبلوا عليه بإخلاص، لا ليبحثوا عن علامات فقط. وقد أكدت دار الإفتاء المصرية هذه النقطة بقولها: “لا تنشغل بعلامات ليلة القدر، ولكن انشغل بالقبول فيها”.
مواقف مؤثرة من ليلة 23 رمضان 2025
انتشرت على وسائل التواصل قصص مؤثرة عن الأمهات في البيوت وهن يجهزن أبناءهن للقيام، وعن شباب قاموا الليل باكيين خاشعين، وعن نساء انقطعن للعبادة حتى أذان الفجر، في مشاهد تعيد الأمل وتؤكد أن ليلة القدر لا تُكتشف فقط بعين البصر، بل تُدرك بعين البصيرة.
دعاء ليلة القدر: مفتاح الرحمة والمغفرة
من أنفع ما يُردد في هذه الليالي، ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعف عني”.
لكن الدعاء لا يقف عند هذا فقط، فالمؤمن في هذه الليالي يطلق لسانه بكل ما في قلبه:
- “اللهم اجعلنا ممن وفّقوا لقيامها إيمانًا واحتسابًا”
- “اللهم اجعلها ليلة فرج وخير وغفران”
- “اللهم لا تحرمنا بركاتها، واكتب لنا فيها حظًا من السعادة في الدنيا والآخرة”
لماذا نخاف أن نفوّت ليلة القدر؟
لأنها ليلة تُكتب فيها الأقدار، ليلة تنزل فيها الملائكة، ليلة يُغفر فيها ما تقدم من الذنب، ليلة تتغير فيها مصائر.. من ذا الذي لا يرجو فيها الخير؟ من ذا الذي لا يأمل أن يكون من الذين قال الله فيهم: سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
نصيحة ذهبية: لا تتوقف هنا
رغم علامات شروق شمس 23 رمضان، إلا أن الطريق لم ينتهِ بعد. بقيت ليلة 25، 27، و29، وربما تكون إحداها أعظم من الليلة السابقة. الاجتهاد لا يجب أن يتوقف، فكل ليلة ما تبقى من رمضان هي كنز، وجوهرة تنتظر من يلتقطها.
العد التنازلي حتى ليلة 23 رمضان
وفق الحسابات، فإن ليلة 23 رمضان قد حلّت يوم السبت الموافق 22 مارس 2025، وصبيحتها في الأحد 23 مارس. أما الوقت المتبقي لليلة التالية الوترية، فهو الآن قرابة يومين وساعتين فقط — وقت كافٍ للاستعداد وتجديد النية!
خاتمة
ليلة القدر ليست في السماء فقط.. بل في القلب. قد ترى الشمس دون شعاع، أو تسمع صوت الملائكة في داخلك وأنت ساجد. الأهم من كل ذلك، هو أن تكون مستعدًا لاستقبالها بروحٍ نقية، وقلبٍ طاهر، وذهنٍ خاشع. فمن غُفر له في ليلة القدر، فقد نجا ورب الكعبة.