حقيقة مقتل عبدالملك الحوثي في الغارات الأمريكية.. بين الصمت الحوثي والتصريحات الأمريكية النارية

لا تزال الأخبار متضاربة، والتكهنات مستمرة، حول مصير زعيم جماعة “أنصار الله” الحوثية، عبدالملك الحوثي، وذلك بعد أنباء تم تداولها عن مقتله في غارات أمريكية استهدفت مواقع قيادية حساسة في العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق أخرى، تزامنًا مع إعلان رسمي أمريكي عن استهداف قيادات الصف الأول في الجماعة، مما فجر عاصفة من الأسئلة على الساحة الإقليمية والدولية.

فبينما خرج مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتر بتصريحات مثيرة أعلن فيها “القضاء على زعيم الحوثيين“، يسود الصمت التام في صفوف الجماعة في مشهد زاد من غموض الموقف.

فهل مات عبدالملك الحوثي؟ الحقيقة الكاملة بعد الغارات الأمريكية على صنعاء وما هو مصير عبد الملك بن بدر الدين الحوثي.

الغارات الأمريكية.. ما الذي حدث؟

في 23 مارس 2024، شنت القوات الأمريكية سلسلة من الغارات الجوية على مواقع استراتيجية للحوثيين في صنعاء وصعدة ومأرب والحديدة، حيث استهدفت مراكز القيادة والسيطرة، مخازن أسلحة، ومقرات اتصالات، إضافة إلى منشآت لإنتاج الطائرات المسيرة.

وذكرت مصادر يمنية أن إحدى الغارات استهدفت مبنى حساسًا في منطقة عَصْر شمال صنعاء، قيل إنه كان يحتضن اجتماعًا رفيعًا لقيادات الصف الأول في الجماعة، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، ومن بينهم شخصيات مقربة من زعيم الجماعة.

هل تم قتل عبدالملك الحوثي فعلاً؟

أثارت تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتر، موجة من الجدل، حيث قال في مقابلة تلفزيونية:

“لقد نجحنا في القضاء على قيادات رئيسية في جماعة الحوثي، بما في ذلك زعيمهم.”

ورغم أن والتر لم يذكر عبدالملك الحوثي بالاسم، إلا أن استخدامه لعبارة “زعيمهم” فتح باب التأويلات، خاصة مع الصمت الحوثي الرسمي وعدم صدور أي بيان ينفي أو يؤكد هذه الرواية.

في المقابل، خرجت تظاهرات في صنعاء ترفع صور عبدالملك الحوثي، وعلى بعضها وُضعت عبارة “الشهيد القائد“، ما فسّره البعض بأنه إقرار ضمني بمقتله، قبل أن يتم طمس العبارة لاحقًا، في خطوة وُصفت بأنها محاولة للسيطرة على الرواية الإعلامية.

مؤشرات على إصابته أو مقتله

  • الغياب الكامل لأي ظهور مرئي أو صوتي لعبدالملك الحوثي بعد الضربة.
  • تسريبات استخباراتية تفيد بأن أحد صواريخ “توماهوك” أصاب المبنى الذي يتواجد فيه زعيم الجماعة.
  • تكتم إعلامي كبير في أوساط الجماعة، وعدم نشر بيانات أو تغريدات كالعادة في مثل هذه المناسبات.
  • فوضى تنظيمية في صفوف الحوثيين، خصوصًا في المناطق الساحلية بعد مقتل القيادي البحري البارز منصور السعادي “أبو سجاد”.

منصور السعادي.. هدف مؤكد

رغم الغموض الذي يلف مصير عبدالملك الحوثي، فإن المؤكد حتى الآن هو مقتل منصور أحمد السعادي، أحد أخطر القادة العسكريين الحوثيين، والمسؤول عن العمليات البحرية في البحر الأحمر، والمصنف ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية.

وقد أكدت عدة مصادر أمريكية ويمنية أنه قُتل في غارة استهدفت قاعدة بحرية حوثية في الحديدة، ما يُعد ضربة قاسية لقدرات الجماعة في تنفيذ عمليات ضد الملاحة الدولية.

هل تخفي جماعة الحوثي الخبر؟

يشير مراقبون إلى أن الجماعة الحوثية تعتاد إخفاء أخبار مقتل قادتها الكبار لفترات طويلة، كما حصل سابقًا مع حسن إيرلو، المندوب الإيراني، وكذلك عدد من قادة الصف الثاني الذين تم الإعلان عن وفاتهم بعد أسابيع من مقتلهم فعليًا.

وفي حال تأكدت وفاة عبدالملك الحوثي، فإن الجماعة ستجد نفسها أمام فراغ قيادي حاد، ما قد يفتح الباب لانشقاقات داخلية أو صراع على السلطة.

الخلاصة: هل الحوثي حي أم ميت؟

حتى اللحظة، لا يوجد دليل قاطع على مقتل عبدالملك الحوثي، ولا تأكيد على نجاته، لكن كل المؤشرات ترجح تعرضه لإصابة خطيرة أو مقتل فعلي، خاصة مع:

  • التعتيم الإعلامي من طرف الحوثيين.
  • غياب أي ظهور له بعد الضربات.
  • تصريح أمريكي رسمي عن مقتل “زعيم الحوثيين”.
  • ارتباك واضح في بيانات وتواصل الجماعة منذ الغارات.

وحتى صدور بيان رسمي من الجماعة، أو ظهور مرئي حديث لـ عبدالملك الحوثي، ستبقى هذه المسألة غامضة ومفتوحة لكل الاحتمالات.

سارة مصطفى

صحفية محبة للكتابة عن أي موضوع يهم الجمهور، تطرح القضايا بطريقة ممتعة وشيقة، تجعل القارئ دائمًا متشوقًا لمعرفة المزيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى