القبض على صهيب الراجح بسبب أسئلة خادشة للحياء تثير ضجة في السعودية
في واقعة أثارت جدلًا واسعًا داخل المجتمع السعودي، أعلنت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام عن استدعاء أحد مشاهير تطبيق “تيك توك”، الشاب صهيب الراجح، بعد قيامه بنشر محتوى وصف بـ”الخادش للحياء العام“، وذلك من خلال طرحه لأسئلة اعتُبرت غير لائقة، موجهة للجمهور في أماكن عامة.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود السلطات في المملكة العربية السعودية لمواجهة المحتوى المسيء والمنشور عبر المنصات الرقمية، وضمان توافقه مع القيم الدينية والاجتماعية، وخاصة في ظل تزايد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها المباشر على مختلف فئات المجتمع.
في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل القبض على التيكتوكر صهيب الراجح، وردود الفعل الرسمية والمجتمعية، وتداعيات الواقعة على المحتوى الرقمي داخل المملكة.
ما الذي فعله صهيب الراجح وأدى إلى استدعائه؟
ظهر صهيب الراجح في مقاطع فيديو على حسابه في تطبيق تيك توك وهو يوجه أسئلة حساسة لجمهور من المارة، تضمنت أسئلة تتعلق بالدورة الشهرية وعدد الأيام المفطرة في رمضان، ما أثار استياءً واسعًا على المنصات الاجتماعية.
من بين الشخصيات التي ظهرت معه، كانت هبة الزهراني، إحدى مشاهير سناب شات، والتي سألها عن عدد الأيام التي أفطرتها خلال شهر رمضان، ما اعتبره الكثيرون تجاوزًا صارخًا للخصوصية والأخلاق العامة، وتم نشر صور القبض على المشهور السعودي بسبب الفيديوهات الخادشة للحياء.
الهيئة العامة لتنظيم الإعلام تتدخل وتصدر بيانًا رسميًا
أكدت الهيئة في بيان رسمي أن المحتوى الذي قام صهيب بنشره يُعد مخالفًا للمادة الرابعة من اللائحة التنفيذية لنظام الإعلام المرئي والمسموع، والتي تشدد على أهمية احترام القيم الإسلامية والهوية الوطنية والثقافة المجتمعية.
كما أشارت إلى أنها ستتخذ الإجراءات النظامية اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات وإجراء مقابلات في أماكن عامة وتوجيهه أسئلة خادشة للحياء تتنافى مع القيم الاجتماعية.
#تنظيم_الإعلام تستدعي أحد مستخدمي تيك توك بسبب إجراء مقابلات في أماكن عامة وتوجيهه أسئلة خادشة للحياء تتنافى مع القيم الاجتماعية، ونشر محتواها عبر حسابه. pic.twitter.com/cNOUM9Y2Qy
— هاشتاق السعودية (@HashKSA) March 24, 2025
ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي
ما إن انتشرت أخبار استدعاء صهيب الراجح حتى اشتعلت منصات التواصل بتعليقات مختلفة؛ البعض عبّر عن ارتياحه لموقف الهيئة، معتبرًا أن مثل هذه الخطوات ضرورية لحماية الذوق العام والقيم المجتمعية، بينما طالب آخرون بمزيد من الرقابة على المحتوى المنشور عبر المنصات المختلفة، خصوصًا من قبل المؤثرين الذين لديهم تأثير مباشر على الفئات الشابة.
كيف تؤثر هذه القضية على مستقبل صناعة المحتوى في السعودية؟
تعكس هذه الواقعة ضرورة ضبط الحدود الأخلاقية في المحتوى الذي يتم تداوله على المنصات الرقمية، وضرورة أن يدرك صانعو المحتوى حجم المسؤولية الواقعة على عاتقهم.
فمع تطور التقنية وازدياد المتابعين، يصبح التأثير أكبر، وهو ما يتطلب التزامًا أكبر بالمهنية، وعدم السعي وراء الشهرة على حساب القيم المجتمعية.
تيك توك ومنصات التواصل تحت المجهر
تعد هذه الحادثة واحدة من عدة وقائع سابقة استدعت فيها الجهات الرسمية تدخلًا مباشرًا لضبط المحتوى غير اللائق.
وقد شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا في الرقابة على المنصات الاجتماعية في المملكة، خاصة تيك توك، والتي أصبحت ساحة كبيرة لعرض المحتوى الترفيهي والاجتماعي، ما يستوجب وجود توازن بين حرية التعبير والمسؤولية المجتمعية.
دعوة للالتزام بالضوابط الأخلاقية
تؤكد الحادثة على أن هامش الحرية الذي تمنحه وسائل التواصل الاجتماعي لا يجب أن يُفهم باعتباره مطلقًا. فحرية النشر يجب أن تكون مقترنة دائمًا بالمسؤولية.
ومن هنا تنبع الحاجة لتعزيز ثقافة “الرقابة الذاتية” بين المستخدمين، خاصة المؤثرين، لتفادي الوقوع في مخالفات قانونية أو مجتمعية.
دور الجهات التنظيمية في حماية المجتمع
يُحسب للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع تدخلها السريع والحاسم، ما يعكس يقظة الجهات الرسمية في التعامل مع أي محتوى يُمكن أن يؤثر سلبًا على القيم والأخلاق.
ومن المهم أن تتضافر الجهود بين الجهات الحكومية ومستخدمي المنصات لضمان بيئة إعلامية رقمية صحية وآمنة للجميع.
المحتوى مسؤولية قبل أن يكون ترفيهًا
في ظل الانتشار الواسع للتطبيقات والمنصات الرقمية، يجب أن يدرك الجميع أن ما يُنشر على هذه المنصات لا يُنسى، وأن الجمهور واعٍ وقادر على التفاعل والرد.
لذا فإن الالتزام بالقيم والضوابط الأخلاقية ليس فقط واجبًا قانونيًا، بل أخلاقيًا أيضًا.