من هو العميد حامد علي برهوم؟ تفاصيل القبض عليه في كمين بـ ريف طرطوس

شهدت الساحة السورية في أبريل 2025 تطورًا لافتًا أثار اهتمام المتابعين والمهتمين بالشأن الأمني والسياسي، وذلك بعد إعلان القبض على العميد الركن حامد علي برهوم، أحد أبرز الشخصيات العسكرية السابقة المرتبطة بالنظام السوري الذي سقط مؤخرًا، الحدث أثار موجة من الأسئلة حول من هو حامد برهوم؟ ما دوره السابق؟ وما دلالات توقيفه في هذا التوقيت الحرج من التحول السوري؟.

في هذا المقال، نكشف أبرز ملامح السيرة الذاتية للعميد حامد علي برهوم، ونسلط الضوء على تفاصيل القبض عليه، وتحليل دلالات العملية الأمنية التي أنهت فصلاً جديدًا من فصول “فلول النظام السابق”.

من هو العميد حامد علي برهوم ويكيبيديا؟

ينحدر العميد حامد علي برهوم من مدينة صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس، الواقعة على الساحل السوري، وُلد برهوم في بيئة عسكرية، والتحق في سن مبكر بـ الكلية الحربية السورية، ليتخرج منها في تسعينيات القرن الماضي، وينضم إلى صفوف الجيش العربي السوري.

تميز حامد علي برهوم بانضباطه الشديد، وولائه الكامل للقيادات الأمنية التقليدية، ما أهله ليصعد في الرتب حتى وصل إلى رتبة عميد ركن في صفوف الفرقة الرابعة المدرعة، والتي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق بشار الأسد.

مناصب وأدوار عسكرية بارزة

شغل برهوم خلال سنوات الحرب السورية مواقع مهمة ميدانيًا، وشارك في إدارة عدد من الحملات العسكرية التي شنها النظام ضد المناطق الخارجة عن سيطرته.

ومن أبرز مشاركاته:

  • قيادة عمليات في ريف دمشق (داريا – المعضمية – حرستا).
  • دور تنسيقي في حملات درعا وحمص.
  • إدارة غرفة عمليات مشتركة في محيط مدينة حلب.

اشتهر بأسلوبه الصارم في التعامل مع المناطق الساخنة، وارتبط اسمه ضمن تقارير إعلامية وحقوقية بممارسات وصفت بالقاسية، ما جعله واحدًا من الوجوه الأمنية المثيرة للجدل، خصوصًا في أوساط المعارضة السورية.

بعد سقوط النظام: أين اختفى حامد برهوم؟

مع انهيار نظام بشار الأسد في أواخر عام 2024، اختفى العديد من رموز الصف الأول من الجيش والأمن.

وكان حامد برهوم من بين أبرز الأسماء التي فُقدت أخبارها، حيث لم يُعرف له أي نشاط رسمي أو ظهور إعلامي، وسط أنباء تحدثت عن تشكيله خلايا صغيرة من فلول النظام في مناطق الساحل السوري، بهدف إعادة تنظيم شبكات الولاء العسكري في الخفاء.

ورغم أنه لم يُسجل له أي تحرك علني منذ ذلك الحين، فإن السلطات الأمنية ظلت تراقب تحركات مشبوهة في بعض القرى الجبلية بريف طرطوس، ضمن إطار خطة تفكيك البنية المتبقية من النظام السابق.

لحظة القبض على العميد حامد علي برهوم

في مساء يوم الأحد 13 أبريل 2025، أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن أجهزة الأمن السوري نفذت عملية نوعية في إحدى قرى منطقة دريكيش بريف محافظة طرطوس، أسفرت عن القبض على العميد الركن حامد برهوم.

وبحسب المعلومات الرسمية، فإن برهوم كان يتحرك ضمن مجموعة صغيرة يشتبه في أنها تحضر لاجتماع سري لعدد من ضباط النظام السابق، وتم ضبطه وهو يحمل سلاحًا حربيًا في وضعية تدل على الاستعداد لعمل ميداني.

وقد جرى توقيفه دون مقاومة تُذكر، وتم تسليمه للجهات المختصة للتحقيق معه، وسط تكتم أمني على ما إذا كان اعترافه قد قاد إلى اعتقال عناصر أخرى من نفس الشبكة.

دلالات توقيف العميد حامد برهوم

يشير مراقبون إلى أن القبض على شخصية من وزن برهوم يحمل رسائل أمنية واضحة، منها:

  • تأكيد الدولة الجديدة على ملاحقة رموز النظام البائد وعدم التساهل مع أي محاولة لإعادة إحياء نفوذهم.
  • ضمان الاستقرار في المناطق الساحلية، والتي لطالما كانت مرتعًا للنفوذ العسكري والأمني للنظام السابق.
  • تعزيز الثقة في المؤسستين الأمنية والعسكرية عبر إثبات قدرتها على السيطرة والمحاسبة.

كما يرى محللون أن هذه العملية تُمهّد الطريق لحملات مشابهة قد تطال شخصيات عسكرية وأمنية أخرى لا تزال متوارية عن الأنظار.

هل انتهى نفوذ النظام السابق في الساحل السوري؟

رغم انهيار النظام من رأسه، إلا أن البنية الأمنية التي زرعها على مدى عقود لا تزال تتفكك تدريجيًا. ويعتقد أن هناك شبكات صغيرة تسعى إلى إعادة التموقع تحت ستار قبلي أو اجتماعي، مستغلة طبيعة المنطقة الجغرافية وتاريخها مع المؤسسة العسكرية.

غير أن توقيف حامد برهوم، وهو أحد أقوى رجال النظام في تلك المنطقة، يمثل ضربة قوية لهذا المسعى، ويعيد رسم توازنات القوى في الساحل السوري ضمن مشهد سياسي وأمني جديد.

وفي الختام، فإن لحظة القبض على العميد حامد علي برهوم تمثل أكثر من مجرد توقيف لضابط سابق، بل تعكس إرادة قوية لبناء سوريا جديدة على أسس العدالة والمحاسبة، ومحو إرث الأذرع الأمنية التي أرعبت السوريين لسنوات.

وبينما لا تزال التحقيقات مستمرة، ينتظر الرأي العام السوري ما ستكشف عنه الأيام القادمة، سواء بشأن خيوط جديدة لمخططات فلول النظام، أو معلومات عن شخصيات أخرى قد تكون ضالعة في محاولات إعادة نفوذ ماضٍ وُصف بالدموي.

رنا الشامي

محررة ذات حس إبداعي، تجمع بين الخبرة في تغطية الأخبار والقدرة على جذب القراء بمقالات مشوقة ومفيدة في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى