تصدر الفنان محمد رمضان السوشيال ميديا بعد ظهوره بـ بدلة رقص وملابس مثيرة في مهرجان أمريكي، فقد أعاد محمد رمضان إشعال الجدل مرة أخرى، وهذه المرة من بوابة مهرجان كوتشيلا العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتشر مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهره بملابس وصفت بـ”غير اللائقة”، وسط أداء مسرحي صاخب، وظهوره وهو يحمل العلم المصري في يده، ما اعتبره البعض إساءة مباشرة لصورة مصر أمام العالم.
ولم تمضِ ساعات على انتشار المقطع حتى تقدم المحامي المصري المعروف أشرف فرحات ببلاغ رسمي للنائب العام ضد الفنان، مطالبًا باتخاذ الإجراءات القانونية ضده، بسبب ما وصفه بـ”الترويج للانحلال الأخلاقي والإساءة للرموز الوطنية”.
فيديو محمد رمضان في كوتشيلا يثير الجدل
شارك محمد رمضان في مهرجان Coachella 2025، أحد أكبر المهرجانات الموسيقية والفنية في الولايات المتحدة والعالم، والذي يُقام سنويًا في ولاية كاليفورنيا، بحضور عشرات الآلاف من المتابعين من مختلف الجنسيات.
وقدّم رمضان عرضًا فنيًا تميز بالحيوية والرقص، لكنه فاجأ الجمهور العربي والمصري تحديدًا بظهوره مرتديًا بدلة رقص مكشوفة وأداء وصف بـ”الاستعراضي الجريء”، وسط موسيقى وإضاءة قوية، ما اعتبره عدد من المشاهدين تجاوزًا لحدود الذوق العام، خاصة عند رفعه العلم المصري ضمن العرض.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي
اشتعلت منصات التواصل بالانتقادات الحادة فور انتشار الفيديو، حيث عبّر عدد كبير من المستخدمين عن استيائهم مما وصفوه بـ”الابتذال الفني” و”تشويه صورة مصر”، في حين رأى البعض أن محمد رمضان يتعمد إثارة الجدل بحثًا عن التريند، دون مراعاة لتمثيله صورة الفنان المصري على منصات عالمية.
ومن بين التعليقات المنتشرة:
“حرية شخصية لا تعني الإساءة لرموز الدولة”.
“هل هذا تمثيل يليق بمصر في مهرجان عالمي؟”.
“من يرفع العلم المصري عليه أن يحترم تاريخه”.
تفاصيل البلاغ المقدم للنائب العام
المحامي أشرف فرحات، المعروف بتحركاته القانونية ضد ما يعتبره انتهاكات مجتمعية أو أخلاقية، تقدم رسميًا ببلاغ للنائب العام ضد محمد رمضان، استنادًا إلى مواد في قانون العقوبات المصري وقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية.
مضمون البلاغ:
اتهام محمد رمضان بـ”الإساءة للذوق العام”.
الترويج لمظاهر الانحلال والتفسخ الأخلاقي.
إهانة العلم المصري، وهو ما يخالف المادة (11) من قانون حماية العلم.
مخالفة المادة (25 و26) من قانون مكافحة جرائم تكنولوجيا المعلومات رقم 175 لسنة 2018.
وأكد فرحات في بلاغه أن “استمرار هذه التصرفات دون محاسبة قانونية يشكل خطرًا على القيم المجتمعية، ويُعد تعديًا صارخًا على المبادئ التي يسعى القانون والدستور لحمايتها”.
الجدل بين الفن وحرية التعبير
أعادت هذه الواقعة فتح باب النقاش الأزلي حول حدود حرية التعبير للفنانين، وما إذا كان من حق الفنان تجاوز الخطوط الحمراء تحت شعار “الفن حرية”، أم أن هناك واجبًا مجتمعيًا وأخلاقيًا يتوجب على الفنان الالتزام به، خصوصًا عندما يكون في منصب أو موقع يعكس صورة دولته.
يرى مؤيدو رمضان أن ما قدمه يتماشى مع طبيعة المهرجان المفتوح، وأن الفن لا يُقيد بثقافات محلية ضيقة في منصات دولية. فيما يُصر المعارضون على أن تمثيل مصر في مهرجان عالمي يتطلب رصانة واحترامًا لرموز الدولة.
إهانة العلم الوطني: هل توجد عقوبة قانونية؟
بموجب القانون المصري، فإن إهانة العلم الوطني أو استخدامه في سياقات غير لائقة يُعد جريمة يعاقب عليها القانون. تنص المادة (11) من قانون العقوبات المعدل على:
“الحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تتجاوز 30 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين لكل من ارتكب علنًا أو في مكان عام أفعالًا من شأنها إهانة العلم أو الرموز الوطنية.”
كما تنص المادة (25 و26) من قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية على تجريم نشر محتوى يُخالف القيم الأسرية والمجتمعية.
موقف محمد رمضان: صمت رسمي حتى الآن
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يصدر أي تعليق رسمي من الفنان محمد رمضان أو فريقه القانوني بشأن البلاغ المقدم ضده أو الانتقادات المنتشرة.
وغالبًا ما يلتزم رمضان سياسة التجاهل أو الرد الفني من خلال بث مقاطع جديدة تزيد من الجدل بدلاً من تهدئته.
وفي الختام ، مرة أخرى، يُعيد محمد رمضان تشكيل الجدل حول “النجومية وحدودها”، و”الفن والتعبير”، و”التمثيل الدولي ومفهوم القيم”.
وبين من يرى أنه نجم يُمثّل روح الشباب، وآخرون يرونه سببًا في تآكل القيم الفنية والمجتمعية، تبقى القضية مفتوحة بانتظار تحرك رسمي أو توضيح قانوني، في وقت بات فيه الجدل حوله جزءًا من فنه، إن لم يكن هو كلّه.
