من هي عليزة ماجن؟ النائبة الأسطورية لرئيس الموساد 40 عامًا من العمليات السرية

في عالم الظل حيث لا تُروى القصص إلا همسًا، تقف عليزة ماجن كإحدى أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية، هي ليست مجرد موظفة سابقة في “الموساد”، بل امرأة سطّرت سجلًا استخباراتيًا يمتد لأكثر من 40 عامًا، شاركت خلاله في مئات العمليات الأمنية والمهام السرية التي بقيت خفية عن العلن.

بعد إعلان وفاتها في أبريل 2025 عن عمر ناهز 88 عامًا، عاد اسمها إلى الواجهة، وتسابق الإعلام على وصفها بـ”سيدة الموساد”، و”المرأة الأكثر تأثيرًا في تاريخ الجهاز”.

فمن هي عليزة ماجن؟ وما سرّ نفوذها الاستثنائي داخل واحد من أكثر أجهزة المخابرات غموضًا وصرامة؟، في هذا المقال نغوص في سيرتها، ونتتبع مسيرتها المليئة بالأسرار والقرارات المصيرية.

من هي عليزة ماجن؟ السيرة الذاتية

  • الاسم الكامل: عليزة هاليفي ماجن
  • تاريخ الميلاد: 1936
  • مكان الميلاد: القدس
  • الأصول: عائلة يهودية ألمانية من فرانكفورت
  • الوفاة: أبريل 2025 عن عمر 88 عامًا
  • أبرز المناصب: نائبة رئيس جهاز الموساد (1990s)
  • مدة الخدمة: أكثر من 40 عامًا في الموساد

ولدت في مدينة القدس لعائلة ألمانية مهاجرة، وتلقت تعليمًا تقليديًا قبل أن يتم تجنيدها في الموساد وهي في العشرينات من عمرها، بعد رصد قدرات تحليلية وقيادية استثنائية لديها.

صعودها في جهاز الموساد

منذ لحظة انضمامها إلى الموساد، سلكت عليزة ماجن مسارًا سريعًا في التسلق الوظيفي داخل جهازٍ لا يرحم ولا يجامل، عملت في بدايتها على تنفيذ مهام ميدانية واستخباراتية دقيقة، ثم انتقلت إلى الأدوار التخطيطية، لتصبح لاحقًا أحد العقول المدبرة لعمليات الجهاز.

وقد تم وصفها داخل الجهاز بأنها “عنيدة، دقيقة، ومتفانية إلى أقصى الحدود“، مما جعلها محط احترام حتى من كبار القادة العسكريين والسياسيين في إسرائيل.

أبرز المهام والمناصب

خلال أربعة عقود، ارتبط اسم عليزة ماجن بمئات العمليات الأمنية والمهام الاستخباراتية، سواء داخل إسرائيل أو في الخارج.
ووفقًا لبيانات رسمية، فقد كانت:

  • مسؤولة عن إدارة الملفات السرية الكبرى التي تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي.
  • المشرفة على تنسيق العمليات الدولية في أوروبا والشرق الأوسط.
  • أحد المؤسسين لبرامج تدريب العملاء الجدد داخل الموساد.
  • قائدة فرق عمل معنية بـ”التحليل الأمني الاستراتيجي” في فترات حرجة.

منصبها الأرفع: نائبة رئيس الموساد

في تسعينيات القرن الماضي، وصلت إلى ذروة مسيرتها عندما تولت منصب نائبة رئيس الموساد، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب الرفيع في تاريخ الجهاز.

خدمت كنائبة لثلاثة رؤساء متعاقبين، وشاركت في صناعة القرار التنفيذي داخل الجهاز، بما في ذلك:

  • الموافقة على العمليات العابرة للحدود
  • تقييم المخاطر الأمنية والسياسية
  • إدارة التنسيق مع الأجهزة الأمنية الأجنبية
  • تقديم الاستشارات الاستراتيجية لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي

شخصية ملهمة داخل الموساد

بحسب بيان رسمي من ديوان رئيس الحكومة، فإن ماجن كانت “أحد أعمدة الموساد، وتركت بصماتها على مر أجيال من موظفي الجهاز الذين تلقوا تدريبهم وفقًا لإرثها وقيمها”.

وقد ألهمت تجربتها العديد من النساء داخل المؤسسة الأمنية، فكانت دائمًا الصوت المدافع عن الكفاءة بدلًا من النوع، وعن الانضباط بدلًا من العواطف.

التقاعد في الظل

بعد تقاعدها عام 1999، لم تظهر عليزة ماجن كثيرًا في الإعلام، ولم تُدلِ بأي تصريحات سياسية أو أمنية، على الرغم من امتلاكها معلومات حساسة عن عشرات القضايا الدولية.

ويُقال إنها رفضت عروضًا مغرية لكتابة مذكراتها، مُفضلة البقاء ضمن “شيفرة الصمت” التي عهدتها طوال حياتها داخل الموساد.

وفاتها وردود الفعل

أعلنت وفاتها في أبريل 2025، عن عمر ناهز 88 عامًا، أصدرت عدة جهات أمنية وسياسية إسرائيلية بيانات تنعى فيها رحيلها، مشيرة إلى أن رحيلها يمثل فقدانًا لجزء من هوية الموساد التاريخية.

في المقابل، اعتبر محللون عرب رحيلها نهاية لحقبة كانت فيها العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية في ذروتها داخل عدة دول عربية.

برحيل عليزة ماجن، ينتهي فصل طويل من فصول العمل الاستخباراتي الذي لم يكن يُروى، لكنها كانت تقف خلفه بكل صمت وقوة.

امرأة بدأت من المهام الميدانية، ووصلت إلى أحد أعلى المناصب في مؤسسة لا تعترف بسهولة الترقية، فحُفرت صورتها في ذاكرة المؤسسة، ليس لأنها امرأة فقط، بل لأنها قيادية صنعت القرار في صمت وفرضت احترامها بأدائها.

ليلى الحسيني

محررة متعددة التخصصات تتمتع بقدرة فريدة على تبسيط المعلومات المعقدة وجعلها مفهومة للجميع. تتميز بأسلوب كتابة جذاب وسلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى