هل حصلت مصر على منظومة HQ-9B الصينية؟ المعروفة بـ إس-400 الصيني
في توقيت بالغ الحساسية، ومع تصاعد التوترات الإقليمية، كشفت تقارير عسكرية حديثة عن امتلاك مصر لمنظومة الدفاع الجوي الصينية المتطورة HQ-9B، وهي واحدة من أقوى الأنظمة الدفاعية البعيدة المدى على مستوى العالم. هذه الخطوة أثارت قلقًا متصاعدًا في الأوساط الإسرائيلية، واعتُبرت بمثابة تحول نوعي في قدرات الدفاع الجوي المصري.
بين التهديدات التي تلوّح بها تل أبيب، والسعي المصري لتعزيز استقلال القرار العسكري، تقف منظومة HQ-9B كأحد الأعمدة الجديدة في استراتيجية الدفاع عن السماء المصرية، فهل نحن أمام معادلة ردع إقليمية جديدة؟ وهل تمتلك مصر فعلًا ما يُطلق عليه إعلاميًا “إس-400 الصيني“؟.
في هذا المقال نكشف الحقيقة الكاملة حول منظومة HQ-9B في مصر، وقدراتها الفنية، ودورها في مواجهة الطيران الإسرائيلي وسيناريوهات الحرب المستقبلية.
ما هي منظومة HQ-9B؟
تُعتبر منظومة HQ-9B النسخة الأحدث من نظام الدفاع الجوي الصيني HQ-9، والذي صُمم لاعتراض الطائرات، وصواريخ كروز، والطائرات بدون طيار، وحتى بعض أنواع الصواريخ الباليستية.
- المدى الأقصى للصواريخ: يصل إلى 300 كيلومتر
- الارتفاع الفعّال: حتى 50 كيلومترًا
- السرعة القصوى للصواريخ: تصل إلى Mach 4.2
- أنظمة التوجيه: مزيج بين التوجيه الراداري النشط وتوجيه بالأشعة تحت الحمراء
- الرادار المصاحب: HT-233 ثلاثي الأبعاد قادر على تتبع أكثر من 100 هدف
تتميز المنظومة الصينية بقدرتها على العمل في مختلف الظروف المناخية والتضاريس، بما في ذلك العواصف الرملية والبيئات الصحراوية، ما يجعلها مناسبة تمامًا للبيئة العملياتية المصرية.
هل حصلت مصر على منظومة HQ-9B؟
وفقًا لما كشفه اللواء أركان حرب سمير فرج، مدير الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، خلال ظهوره الإعلامي في برنامج “على مسؤوليتي”، فإن مصر بالفعل تمتلك منظومة HQ-9B الصينية، وهو ما تم تأكيده أيضًا في تقارير “Military Balance”.
ويُعد هذا أول إعلان رسمي – غير مباشر – يؤكد امتلاك الجيش المصري لهذه المنظومة البعيدة المدى، ما يعكس استراتيجية القاهرة في تنويع مصادر السلاح وتحديث قدراتها الدفاعية بعيدًا عن الاعتماد الكلي على أنظمة غربية أو روسية فقط.
لماذا اختارت مصر HQ-9B الصينية؟
- تنويع مصادر التسليح: أحد أهم مبادئ العقيدة العسكرية المصرية في العقود الأخيرة.
- قدرات ردع فعّالة: HQ-9B تُضاهي في أدائها منظومة S-400 الروسية.
- المرونة العملياتية: نظام متنقل وقابل للنشر في وقت قياسي.
- التكلفة المناسبة: تعتبر أكثر اقتصادية من نظيراتها الغربية مع أداء متقارب.
مقارنة منظومة HQ-9B بمنظومة S-400 الروسية
الخاصية | HQ-9B (الصين) | S-400 (روسيا) |
---|---|---|
المدى الأقصى | 300 كم | 400 كم |
الأهداف المستهدفة | طائرات، كروز، درونز | طائرات، صواريخ باليستية، كروز |
نوع الرادار | HT-233 (3D phased) | 92N6E multi-band |
التوجيه | TVM وراداري نشط | راداري نشط/سلبي |
الانتشار العالمي | الصين، مصر، الجزائر |
التهديدات الإقليمية ورد الفعل الإسرائيلي
لم تمر الأنباء حول امتلاك مصر لـHQ-9B مرور الكرام في إسرائيل. فقد عبرت تقارير عسكرية إسرائيلية عن قلق بالغ من هذه المنظومة، خاصة في ظل تصاعد التوترات وتلويح تل أبيب بخيارات عسكرية تجاه دول في المنطقة.
تُشكل HQ-9B رادعًا حقيقيًا لقدرات سلاح الجو الإسرائيلي، حيث يمكنها:
- إغلاق المجال الجوي على ارتفاعات شاهقة
- التصدي للموجات الهجومية بالطائرات المُسيّرة
- ردع أي محاولة لفرض التفوق الجوي في سيناء أو الدلتا
ما الجديد في النسخة HQ-9B؟
النسخة B من HQ-9 شهدت تطويرات تقنية كبيرة:
- زيادة عدد الصواريخ من 4 إلى 8 صغيرة الحجم لكل قاذف
- تحسينات في ربط البيانات (Data Link)
- قدرة محسّنة على التصدي للأهداف الشبحية
- استخدام تقنية الإطلاق البارد (Cold Launch)
كما أن هذه النسخة شاركت في تدريبات قتالية مع جيش التحرير الشعبي الصيني أثبتت فيها فعاليتها العالية في اعتراض أهداف متحركة في ظروف بيئية معقدة.
مصر والمنظومة الجديدة: ما القادم؟
في ظل الغموض حول تفاصيل النسخة التي حصلت عليها مصر، يبقى السيناريو الأقرب هو أن القاهرة حصلت على النسخة HQ-9B أو نسخة مُخصصة بتعديلات مصرية، وربما نشهد خلال الأشهر القادمة اختبارات حية أو صورًا من مناورات تُظهر إدماج HQ-9B ضمن تشكيلات الدفاع الجوي المصري.
منظومة HQ-9B الصينية أصبحت اليوم جزءًا من منظومة الدفاع الجوي المصري، ما يمثل نقلة نوعية في استراتيجية حماية السماء المصرية من التهديدات الإقليمية، خاصة مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وفي وقت تعيد فيه الدول الكبرى ترتيب أولوياتها الدفاعية، تؤكد مصر أنها مستعدة، ومسلحة، وجاهزة لأي طارئ.