الإمارات ترد على حكومة بورتسودان: لا نعترف بسلطة لا تمثل الشعب السوداني
أصدرت وزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، بيانًا رسميًا ردّت فيه بقوة على إعلان السلطات في مدينة بورتسودان السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع أبوظبي، في تطور لافت يزيد من تعقيد المشهد السوداني المتأزم أصلًا منذ اندلاع الصراع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وسنتعرف على تفاصيل رد الإمارات على قرار حكومة بورتسودان التابعة للجيش السوداني بقطع العلاقات بينهما.
الإمارات ترفض الاعتراف بسلطة بورتسودان
في بيانها، أكدت وزارة الخارجية الإماراتية أن “الإمارات لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان”، معتبرة أن هذه السلطة “لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه”.
مشددة على أن البيان الصادر عن ما يُعرف بـ “مجلس الأمن والدفاع” في بورتسودان “لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين”.
خلفية التصعيد: محكمة العدل الدولية وقرار الرفض
وأشارت الإمارات في بيانها إلى أن قرار بورتسودان بقطع العلاقات جاء كرد فعل “عقب يوم واحد فقط من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من قبل سلطة بورتسودان”، ما يُفهم منه أن التصعيد الأخير هو محاولة للرد على خيبة الأمل القانونية، وتحويل الأنظار عن الفشل في كسب الموقف الدولي.
تصريحات “مشينة” ومناورة للهروب من جهود السلام
وصفت أبوظبي التصريحات الصادرة عن سلطة بورتسودان بأنها “مشينة”، واعتبرتها “مناورة للتهرب من مساعي وجهود السلام” التي تسعى إليها الأطراف الدولية لإنهاء النزاع المسلح المستمر منذ أكثر من عام، والذي أودى بحياة الآلاف وشرّد الملايين داخل وخارج السودان.
دعوة إلى قيادة مدنية تمثل الشعب
في لهجة مباشرة، شددت وزارة الخارجية الإماراتية على أن “السودان وشعبه بحاجة إلى قيادة مدنية ومستقلة عن السلطة العسكرية”، وأضاف البيان:
“قيادة تضع أولويات الشعب السوداني في المقام الأول، قيادة لا تقتل نصف شعبها وتجوّع وتهجّر النصف الآخر.”
علاقات تاريخية لا تهزها قرارات فردية
واختتم البيان بالتأكيد على عمق ومتانة العلاقات التي تجمع بين الشعبين الإماراتي والسوداني، مشيرة إلى أن تلك الروابط “تتجاوز الحسابات السياسية الظرفية”، ومؤكدة أن “موقف الإمارات يظل ثابتًا في دعم الشعب السوداني في سعيه نحو السلام والاستقرار والعدالة والكرامة”.
خلفية الأزمة بين الإمارات وسلطة بورتسودان
تأتي هذه التطورات في خضم توتر غير مسبوق بين الإمارات وسلطة الجيش في شرق السودان (بورتسودان)، وسط اتهامات متبادلة بالتدخل في النزاع الدائر في البلاد منذ أبريل 2023.
وتشير تقارير غير مؤكدة إلى اتهامات غير رسمية للإمارات بدعم أطراف في الصراع، وهو ما تنفيه أبوظبي مرارًا وتؤكد حيادها ودعمها للحلول السلمية.
وفي وقت سابق، دعت أطراف دولية عديدة إلى حوار وطني سوداني شامل لا يستثني أحدًا، وإلى إنهاء الانقسامات السياسية التي زادت من معاناة الشعب السوداني.