قصة حميدان التركي الكاملة.. من الابتعاث إلى السجن ثم الحرية بعد 20 عام
أمل طال انتظاره عاد ليرى النور، حيث أعلنت السلطات الأمريكية رسميًا عن الإفراج عن حميدان التركي، المواطن السعودي الذي قضى ما يقارب 20 عامًا في السجن بعد إدانته في قضية أثارت جدلاً واسعًا داخل الولايات المتحدة وخارجها.
الخبر كان بمثابة صدمة ممزوجة بالفرح لعائلته ومتابعي قضيته، خاصة مع تأكيد قرار ترحيله إلى المملكة العربية السعودية قريبًا، لتطوى بذلك صفحة قانونية أثقلت كاهل الأسرة لعقود.
في هذا التقرير، نستعرض القصة الكاملة من لحظة الاعتقال حتى لحظة الإفراج عن حميدان التركي، مع تحليل لأبعاد القضية، التماساته القانونية، الموقف السعودي، وردود الأفعال الرسمية والشعبية.
من هو حميدان التركي؟ (ويكيبيديا)
- الاسم الكامل: حميدان بن علي التركي
- مواليد: عام 1969، المملكة العربية السعودية
- السن: 56 عامًا
- الحالة الاجتماعية: متزوج من السيدة سارة الخنيزان
- الأبناء: تركي، أروى، ربى، نورة، لمي
- التعليم: مبتعث إلى الولايات المتحدة لدراسة الدكتوراه في الصوتيات
- تاريخ الاعتقال: 2006
- الحكم القضائي الأول: السجن 28 سنة
- التماس تخفيف الحكم 2011 : خُفف إلى 8 سنوات
- الإفراج الرسمي: 8 مايو 2025
- الوضع الحالي: في عهدة إدارة الهجرة بانتظار الترحيل
- وجهة الترحيل: المملكة العربية السعودية
كان حميدان التركي من أوائل الطلاب المبتعثين إلى الولايات المتحدة ضمن برنامج تعليمي سعودي، استقر في ولاية كولورادو رفقة زوجته وأبنائه، حيث بدأ دراسته العليا، إلى أن تحوّلت حياته عام 2004 عندما بدأت التحقيقات التي انتهت باعتقاله عام 2006.
تفاصيل قضية حميدان التركي: اتهامات معقدة وسيناريو غامض
في عام 2006، أُدين حميدان التركي بتهم متعددة، أبرزها:
- الاعتداء الجنسي على خادمته (إندونيسية الجنسية)
- احتجازها في ظروف غير إنسانية
- عدم دفع مستحقاتها المالية
- مصادرة جواز سفرها وإقامتها
- إجبارها على السكن في قبو منزله
وقد أصدر القضاء الأمريكي حينها حكمًا بسجنه 28 عامًا، وسط إنكار تام من قبله لهذه الاتهامات. واعتبر التركي أن القضية “مفبركة”، مستندًا إلى خلفيات دينية وثقافية، وأشار إلى أنه “استُهدف لأنه مسلم” في سياق ما بعد أحداث 11 سبتمبر.
التماسات قانونية ومطالب بالإفراج
على مدار سنوات السجن، تقدم حميدان التركي بعدة التماسات قانونية، كان أبرزها:
- التماس تخفيف الحكم بناءً على حسن السلوك وتأثيره الإيجابي داخل السجن
- التماس إعادة المحاكمة بسبب “ضعف الدفاع القانوني” الذي حصل عليه في المحاكمة الأصلية
- التماس نقض الحكم على أساس التحامل الديني والثقافي الذي رافق محاكمته
وفي عام 2011، قررت المحكمة تخفيف الحكم من 28 عامًا إلى 8 سنوات، قبل أن تعود القضية مجددًا إلى الواجهة مع التماس جديد قدمه محاموه الجدد عام 2024.
لحظة الإفراج عن حميدان التركي
بعد سنوات من المرافعات، أصدر القضاء الأمريكي قرارًا بالإفراج عن حميدان التركي في مايو 2025، بعد قبول الالتماس الأخير الذي أثبت أن “محاميه في المحاكمة الأصلية لم يقدموا دفاعًا كافيًا”.
وأعلنت محكمة كولورادو رسميًا إطلاق سراحه، ونقله مباشرة إلى وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) تمهيدًا لترحيله إلى السعودية.
ماذا بعد الإفراج؟
التركي الآن رهن احتجاز إداري لدى إدارة الهجرة، من المتوقع ترحيله إلى السعودية خلال فترة من أسبوعين إلى شهرين، أسرته تنتظر عودته بعد غياب دام 20 عامًا.
طوال فترة سجنه، لقي حميدان التركي دعمًا شعبيًا ورسميًا كبيرًا من داخل المملكة، حيث تابع ملفه السفارة السعودية في واشنطن، تم تنظيم حملات إلكترونية وشعبية للمطالبة بإطلاق سراحه، تناولت قضيته وسائل إعلام دولية وعربية، تسلط الضوء على ظروف محاكمته.
وبعد إعلان الإفراج، أعربت عائلته عن فرحتها البالغة، خصوصًا أبناؤه الذين نشروا تغريدات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ردود الفعل على الإفراج عن حميدان التركي
- عائلته: نشرت زوجتة سارة الخنيزان وأبنائة تغريدات مؤثرة تعكس الفرح والحنين بعد الغياب الطويل
- النشطاء السعوديون: رحبوا بالقرار واعتبروه انتصارًا للعدالة
- وسائل الإعلام: تناولت القرار كحدث إنساني وقانوني ذو أبعاد سياسية
- منصات التواصل: تصدّر هاشتاغ “#حميدان_التركي” ترند السعودية خلال ساعات
قضية حميدان التركي كانت ولا تزال مثالًا على التعقيد القانوني والثقافي الذي يواجهه المسلمون في الغرب، خاصة في مرحلة ما بعد أحداث 11 سبتمبر.
ورغم كل الجدل الذي رافق محاكمته، فإن الإفراج عنه اليوم يُشكل نهاية درامية لفصل طويل من المعاناة، وبداية لعودة طال انتظارها لعائلته ووطنه.
ويبقى السؤال الأبرز بعد هذه النهاية: هل تُغلق القضية نهائيًا أم تبقى مفتوحة للنقاش والتحليل؟، الزمن كفيل بالإجابة، لكن ما لا شك فيه هو أن لحظة إطلاق سراح حميدان التركي ستظل واحدة من أبرز الأحداث القانونية والإنسانية المرتبطة بالمجتمع السعودي في الخارج.