السبب الحقيقي لسجن حميدان التركي.. القصة الكاملة بعد 20 عامًا من السجن في أمريكا
لماذا سُجن حميدان التركي؟
بدا البحث عن سبب سجن حميدان التركي في أمريكا ، وبعد أن قضى نحو عقدين خلف القضبان في الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت السلطات القضائية في ولاية كولورادو أخيرًا الإفراج عن حميدان التركي، المواطن السعودي الذي طالما شكّلت قضيته محورًا لجدل واسع على المستويين القانوني والإنساني.
وفيما رحّبت أسرته بخبر خروج حميدان التركي، عاد التساؤل للواجهة: ما هو السبب الحقيقي لسجن حميدان التركي؟ وهل كان الحكم القضائي منصفًا؟ أم أن خلفه دوافع خفية؟.
في هذا التقرير، نستعرض القصة الكاملة للمواطن السعودي حميدان التركي، من لحظة وصوله أمريكا إلى لحظة الإفراج عنه، مرورا بتفاصيل قضيته التي أثارت الرأي العام العربي والدولي، وردود الفعل حول محاكمته، بالإضافة إلى المستجدات المتعلقة بعودته المرتقبة إلى المملكة.
من هو حميدان التركي؟
- الاسم الكامل: حميدان بن علي التركي
- تاريخ الميلاد: 1969 – المملكة العربية السعودية
- السن: 56 عامًا
- الحالة الاجتماعية: متزوج من سارة الخنيزان
- الأبناء: أروى، تركي، ربى، نورة، لمى
- الابتعاث: سافر إلى الولايات المتحدة عام 1995 لدراسة الدكتوراه في الصوتيات بجامعة دنفر – ولاية كولورادو
- مكان الاحتجاز: سجن لايمن – كولورادو، الولايات المتحدة
السبب الحقيقي لسجن حميدان التركي
ترجع قضية حميدان التركي إلى عام 2004، عندما اعتقل لأول مرة بتهمة مخالفة قوانين الإقامة، ليعاد اعتقاله لاحقًا برفقة زوجته في يونيو 2005 بعد توجيه تهم أخطر، تتعلق بـ:
- احتجاز خادمته الإندونيسية داخل منزله دون حرية التنقل
- عدم دفع راتبها بانتظام
- سحب جواز سفرها ووثائقها الرسمية
- إجبارها على السكن في قبو غير مهيأ للسكن الآدمي
- التحرش الجنسي بها (وهي التهمة التي أنكرها ولم ينفها صراحة)
وفي 31 أغسطس 2006، أُدين التركي بـ الاختطاف من الدرجة الأولى، الاستغلال الجنسي، التهديد، وسرقة الأجور، وصدر بحقه حكم بالسجن 28 عامًا، وهو ما أحدث صدمة كبيرة لدى أسرته والمجتمع السعودي.
رغم تلك الأحكام، ظل حميدان ينفي كل الاتهامات، مؤكدًا أنه تعرض لمحاكمة غير عادلة، وأن التهم “مفبركة”، خاصة وأن الخادمة كانت تقيم بمحض إرادتها، وكانت تتسلم مستحقاتها المتفق عليها، بحسب روايته.
محطات قضية حميدان التركي وتحولاتها
- 2004: الاعتقال الأول بسبب مخالفة الإقامة
- 2005 : اعتقال ثانٍ بعد توجيه تهم إساءة معاملة الخادمة
- 2006 : الحكم بالسجن 28 سنة بعد الإدانة القضائية
- 2010 : رفض المحكمة العليا الأمريكية لاستئناف الدفاع
- 2011 : تخفيف الحكم إلى 8 سنوات لحسن السلوك وشهادة إدارة السجون
- 2024 : التماس قانوني جديد بسبب “ضعف التمثيل القانوني السابق”
- 2025 : صدور قرار الإفراج عن حميدان التركي وترحيله إلى السعودية
خروج حميدان التركي.. لحظة انتظرتها العائلة 20 عامًا
في 8 مايو 2025، صدر أخيرًا أمر قضائي بالإفراج عن حميدان التركي بعد قبول التماس محاميه الجدد الذين أثبتوا أن المحاكمة الأصلية شهدت تمثيلًا قانونيًا غير كافٍ، مما أثر على عدالة الإجراءات.
وقد تم تسليمه إلى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية استعدادًا لترحيله إلى المملكة العربية السعودية، وهو الآن رهن الاحتجاز الإداري لحين استكمال إجراءات العودة، التي قد تستغرق من أسبوعين إلى شهرين.
أبعاد إنسانية واجتماعية في القضية
دور العائلة
- زوجته سارة الخنيزان وُجهت لها نفس التهم لكنها بُرئت لاحقًا.
- أبناؤه الخمسة عاشوا تجربة فقد والدهم طوال 20 عامًا.
- ابنته أروى حميدان التركي اكتسبت شهرة على “سناب شات”، وكانت الصوت الإعلامي للعائلة.
- زواج لمى حميدان التركي أحد المحطات العاطفية التي جذبت تعاطف المتابعين خلال فترة سجن والدها.
دعم المجتمع والإعلام
انتشار حملات إلكترونية مثل: “أوباما أطلق حميدان“، إنتاج فيلم وثائقي “أوباما أطلق حميدان” من إخراج المهند الكدم، بمشاركة سلمان العودة، تركي الدخيل، نواف التمياط، وابنته ربى.
القضية لاقت متابعة إعلامية عربية وغربية واسعة، وبُثّت على منصات أمريكية وقنوات سعودية.
سلمان بن حثلين.. وقصة حميدان التركي
برز اسم سلمان بن حثلين ضمن الشخصيات التي دعمت المطالبة بالإفراج عن التركي، حيث استخدم نفوذه العشائري والعام لمناشدة المسؤولين الأمريكيين ورفع القضية إلى المحافل الدولية، في إطار جهود غير رسمية لدعم موقف الدفاع وتخفيف العقوبة.
ماذا بعد الإفراج؟
بعد الإفراج عن حميدان التركي، تطرح عدة تساؤلات:
- هل ستُغلق القضية بالكامل؟ أم أن الاتهامات ستبقى وصمة قانونية ضده؟
- هل ستتم تسوية ملفه قانونيًا في السعودية؟ أم سيتم استقباله كمواطن عائد بعد قضاء محكوميته؟
- كيف سيُعيد بناء حياته وعلاقته بأسرته ومجتمعه بعد عقدين من الغياب؟
هذه الأسئلة تبقى مفتوحة، بينما تعيش الأسرة لحظات انتظار تاريخية، على أمل أن يُعاد لمّ الشمل بعد سنوات من الألم والغياب.
قضية حميدان التركي ستظل واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وجدلًا في تاريخ العلاقات القضائية بين السعودية والولايات المتحدة.
فبين من يرون في الحكم عدالة قانونية، ومن يعتبرونه تحاملًا سياسيًا ودينيًا بعد أحداث 11 سبتمبر، يبقى الأكيد أن سنوات السجن العشرين التي قضاها حميدان شكلت تجربة إنسانية قاسية لعائلته، ومادة إعلامية وسجالًا قانونيًا طويلًا.
اليوم، ومع خروج حميدان التركي وعودته المرتقبة إلى وطنه، يُطوى فصل قانوني، لتُفتح فصول اجتماعية وأسرية جديدة… في انتظار اللحظة التي يُعانق فيها أبناءه، ويروي قصته بنفسه.