من هو هشام جيراندو ويكيبيديا؟ اليوتيوبر المغربي المحكوم عليه بـ15 سنة بتهم إرهابية وتحريض على القتل
في تطور قانوني بارز أثار اهتمام الرأي العام المغربي والدولي، أصدرت محكمة الاستئناف بالرباط حكمًا غيابيًا يقضي بالسجن 15 عامًا بحق اليوتيوبر المغربي هشام جيراندو، المقيم في كندا، بعد متابعته بتهم تتعلق بالإرهاب والتحريض على القتل، بالإضافة إلى التشهير برجال السلطة والمس بالمؤسسات.
قضية هشام جيراندو ليست فقط قضية قانونية معقدة، بل أصبحت نموذجًا صارخًا لتأثير منصات التواصل الاجتماعي على الأمن القومي، خصوصًا حين تتحول هذه المنصات إلى أدوات لنشر الكراهية والتهديد والتحريض على العنف.
من هو هشام جيراندو ويكيبيديا؟
- الاسم الكامل: هشام جيراندو
- سنة الميلاد: 1976
- مكان الميلاد: إقليم صفرو، المغرب
- الإقامة الحالية: كندا
- نشاطه: صانع محتوى (يوتيوبر) معروف بمهاجمة السلطات المغربية
- السابق المهني: عاش لفترة في ليبيا، وتورط في قضايا مزعومة تتعلق بالتزوير والاتجار بالبشر وفق تحقيقات إعلامية
اكتسب جيراندو شهرة إلكترونية عبر قناته على يوتيوب التي استخدمها في مهاجمة القضاة، رجال الأمن، والسياسيين المغاربة، بطريقة وُصفت بـ”التحريضية”، مستخدمًا خطابًا عدائيًا ومحتوى مباشر يدعو إلى العنف.
بداية القضية: التهديد العلني للقاضي نجيم بنسامي
ترجع جذور القضية إلى ماي 2023، حينما ظهر هشام جيراندو في مقطع مصور على قناته وهو يهاجم القاضي المغربي المعروف نجيم بنسامي، الوكيل العام السابق للملك بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، واتهمه بالضلوع في التحقيق في أحداث إرهابية، وذهب بعيدًا بالمطالبة العلنية بقتله.
أبرز التصريحات المثيرة للجدل:
“يجب أن يُعدم نجيم بنسامي، ثم يُبعث من جديد، ثم يُعدم مرة أخرى!”
“يستحق أن يُدفن حيًا”
“هو المسؤول عن الزج بعدد من الأبرياء في السجون بعد أحداث 16 ماي”
تلك العبارات، المصحوبة بنشر صور شخصية ومعطيات عائلية حساسة عن القاضي بنسامي، دفعت الأخير إلى رفع شكاوى قضائية في كل من المغرب وكندا.
التهم الموجهة لليوتيوبر المغربي هشام جيراندو
بعد الاستماع إلى الأدلة، اعتبرت المحكمة أن ما صدر عن جيراندو يندرج تحت:
- تكوين اتفاق إرهابي
- التحريض على القتل والترهيب عبر وسائل إلكترونية
- المساس الخطير بالنظام العام
- نشر محتوى عدائي يُشجع على التطرف
كما ورد في الحكم أن تحريض جيراندو يتطابق مع أساليب التنظيمات الإرهابية، حيث دعا إلى ما وصفه البعض بـ”جهاد الكلمة” مستخدمًا خطابًا داعشيًا واضحًا.
الحكم: السجن 15 عامًا نافذة
في 8 مايو 2025، أصدرت محكمة الإرهاب في الرباط حكمًا غيابيًا بحق هشام جيراندو، يقضي بسجنه 15 عامًا نافذة، بعد مؤاخذته قانونيًا بتهم:
- تشكيل اتفاق إرهابي
- التحريض على ارتكاب أفعال إرهابية
- التهديد عبر وسائل التواصل
- تشويه صورة مؤسسات الدولة والقضاء
وقد استند الحكم إلى الأشرطة المصورة والتسجيلات الصوتية التي نشرها المتهم، والتي تضمن بعضها تهديدات صريحة بالعنف و”دعوات غير مباشرة لتنفيذ عمليات إرهابية”.
شكاوى أخرى وعلاقات عائلية مشبوهة
بالإضافة إلى قضية بنسامي، يواجه جيراندو ملفات جنائية أخرى في المغرب وكندا بتهم:
- التشهير والإساءة لشخصيات عامة
- التحريض على الكراهية
- الابتزاز باستخدام تطبيقات الرسائل مثل “واتساب”
ووفق بلاغ النيابة العامة في المحكمة الزجرية عين السبع بالدار البيضاء، فقد تم توقيف أشخاص يرتبطون بعلاقة قرابة مع جيراندو، من بينهم قاصر، بتهم تتعلق بـ:
- المشاركة في الابتزاز
- توفير أرقام اتصال مغربية وأدوات رقمية لتسهيل جرائم التهديد
- تحويلات مالية مشبوهة من ضحايا محتوى جيراندو
- تركيب مقاطع فيديو تم استخدامها في التحريض
رغم صدور الحكم القضائي، لا يزال هشام جيراندو فارًا خارج البلاد، وتحديدًا في كندا، حيث ينتظر الرأي العام المغربي والدولي قرار القضاء الكندي الذي ينظر حاليًا في دعاوى مرفوعة ضده، منها قضية مشابهة رفعها القاضي بنسامي في الأراضي الكندية.
في وقت سابق، كانت محكمة كندية قد ألزمته بحذف محتوى مسيء في قضية تشهير أخرى، ما يعزز فرضية إصدار حكم قضائي جديد بحقه هناك.
قضية هشام جيراندو كشفت عن مدى خطورة استغلال منصات التواصل لبث الكراهية والتحريض على العنف تحت غطاء حرية التعبير. وبينما يرى البعض أنه مجرد ناقد سياسي، تؤكد أحكام القضاء أنه تجاوز حدود الخطاب القانوني إلى التحريض الإرهابي العلني.
ويُعد الحكم بالسجن 15 عامًا ضده رسالة واضحة من القضاء المغربي أن الأمن القومي وخطوط الدولة الحمراء ليست محل عبور، حتى ولو كانت من خلف الشاشات.