من هو المنشد محمد هادي صالح؟ المتهم بالتخابر مع الموساد والعائلة ترد

في تطور صادم وغير مسبوق داخل البيئة الدينية والحزبية في لبنان، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر القبض على المنشد محمد هادي صالح، بعد اتهامات غير رسمية له بـ”التخابر مع العدو الإسرائيلي” و”التورط في تسريب معلومات عن قيادات ومواقع تابعة لحزب الله“.

وبينما تُركت هذه التسريبات تتداول في غياب تام لأي بيان رسمي من الجهات القضائية أو الأمنية اللبنانية، سارعت عائلة صالح إلى إصدار بيان نفي قاطع، واعتبرت أن ابنهم “ضحية أزمة مالية واستغلال“.

في هذا المقال، نرصد كل ما هو متاح حتى الآن حول قضية محمد هادي صالح، بين التسريبات المتصاعدة ونفي الأسرة، في انتظار الحقيقة الكاملة من الجهات المختصة.

من هو محمد هادي صالح ويكيبيديا؟

  • الاسم الكامل: محمد هادي صالح Mohammad Hadi Saleh
  • المهنة: منشد ديني ومرتل شعائري
  • المنطقة: من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، قرب مجمع القائم
  • الانتماء السياسي: يُقال إنه ينتمي إلى البيئة الحزبية لحزب الله
  • الوضع العائلي: شقيق أحد شهداء الحزب (وفق المتداول)

برز صالح في الساحة الإنشادية الدينية، خاصة في المناسبات الشيعية والمراسم الحسينية، وامتلك جمهورًا واسعًا في الأوساط الشبابية، لما عرف عنه من صوت مؤثر وأداء وجداني في الموالد والمجالس.

الاتهامات: تخابر مع الموساد وتسريب إحداثيات

ما تم تداوله إعلاميًا:

بدأ منذ عامين العمل في مجال البورصة والأسهم، وتكبد خسائر كبيرة أدت إلى تراكم الديون عليه، ورد اسمه في شكوى قضائية بمبلغ 18,500 دولار، بعدما نصب على أحد الأشخاص، بحسب الادعاء.

وقد وصف بـ العميل الخائن المنشد محمد هادي صالح، الذي طالما ظنّه الناس مثالًا للإيمان والالتزام، تبيّن أنه كان يسلم رفاقه إلى قوات الاحتلال.

عند توقيفه من القوى الأمنية قبل نحو ثلاثة أسابيع، تم فحص هاتفه المحمول، حيث زُعم العثور على دلائل لتواصله مع الموساد الإسرائيلي.

المنشد محمد هادي صالح عميل
المنشد محمد هادي صالح عميل

تم ربطه لاحقًا بعمليات استهداف لمواقع حساسة تابعة لحزب الله في مناطق مثل النبطية، ومجمّعي بدر وعزيز، وأيضًا العملية التي استهدفت القائد الحزبي حسن بدير ونجله في أبريل الماضي.

بيان عائلة محمد هادي صالح: “ابننا بريء من تهمة العمالة”

ردًا على ما تم تداوله، أصدرت عائلة محمد صالح بيانًا رسميًا جاء فيه:

“نعلن ببالغ الأسف والاستنكار عن حملة التشهير المغرضة التي يتعرض لها ابننا، والتي تتضمن اتهامات باطلة وعارية عن الصحة تمامًا بالتخابر مع جهات معادية للدولة اللبنانية”.

وأكد البيان أن محمد تعرض لضائقة مالية خانقة بسبب مضاربات خاسرة في سوق البورصة، وأن أطرافًا استغلته ماديًا ثم تخلت عنه.

بيان عائلة المنشد محمد هادي صالح
بيان عائلة المنشد محمد هادي صالح

وأضافت العائلة أن هذه الأطراف طالبتهم بمبالغ مالية ضخمة، وعندما فشلوا في تحصيلها لجؤوا إلى التشهير واتهامات ملفقة لتصفية الحسابات.

صمت رسمي وتضارب في الروايات

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر أي جهة أمنية لبنانية أو جهة قضائية بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي صحة الاتهامات بحق محمد هادي صالح.

وهذا الصمت ساهم في تعميق الغموض حول القضية، وفتح المجال أمام تناقض الروايات بين:

  • رواية إعلامية مسربة تتحدث عن تخابر، اعترافات، وأدلة رقمية
  • رواية عائلية تؤكد الاستغلال المالي والضغط النفسي، وتصف ما حدث بأنه “ابتزاز موثّق”

لماذا أثار الخبر صدمة واسعة في الشارع اللبناني؟

القضية أثارت صدمة قوية في الأوساط الحزبية والدينية بسبب عدة عوامل:

  • الشخصية المستهدفة: محمد هادي صالح منشد ديني معروف، لا صفة سياسية له، مما جعل التهم تبدو غير مألوفة.
  • انتماؤه البيئي: من الضاحية الجنوبية، ومن خلفية تُعرف بولائها الشديد لمحور المقاومة.
  • الطبيعة الحادة للاتهامات: التخابر مع العدو الإسرائيلي يعد في لبنان من أشد التهم حساسية وأخطرها سياسيًا وأمنيًا.

التحليل: تهم ثقيلة وسط غموض قانوني

تشير التسريبات إلى أن محمد هادي صالح يواجه اتهامات غير رسمية قد تندرج – في حال ثبوتها – ضمن قانون العقوبات اللبناني المتعلق بالعمالة والتخابر، والذي ينص على عقوبات قد تصل إلى الإعدام في حال التأكد من التورط في تقديم معلومات عسكرية للعدو.

لكن في ظل غياب بيان رسمي أو مذكرة توقيف منشورة، لا يمكن الجزم بصحة أي من هذه المزاعم، ولا تزال القصة تحتمل سيناريوهات متباينة، من بينها:

  • احتمال وجود حملة ممنهجة ضده لأسباب مالية أو شخصية
  • إمكانية حدوث اختراق أمني فعلي يتم التحقق منه بسرية
  • وجود أطراف تسعى لاستغلال الأزمة لتصفية حسابات سياسية أو عائلية

تظل قضية محمد هادي صالح حتى الآن ملفًا مفتوحًا ومثيرًا للجدل في الشارع اللبناني، تتشابك فيه الروايات، وتتعدد فيه الأبعاد، من الأمنية إلى العائلية فالإعلامية.

وبينما تترقب الأوساط بيانًا رسميًا يضع حدًا للتأويلات، يبقى اسمه حاليًا عنوانًا لقضية معقدة تمس جوانب حساسة من الأمن الوطني اللبناني والبنية الاجتماعية للمجتمع المقاوم.

سلمى العلي

كاتبة شغوفة بتغطية الأحداث اليومية وتقديم محتوى متنوع يجذب اهتمام القراء. تتميز بأسلوبها السلس والدقيق في نقل الأخبار والتحليلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى