من هو صالح حنتوس شيخ ريمة ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ تفاصيل مقتله والتسجيل الذي أبكى اليمنيين

لا يزال الشارع اليمني تحت تأثير الصدمة بعد انتشار خبر مقتل الشيخ صالح أحمد حنتوس، أحد أبرز مشايخ محافظة ريمة، برصاص مسلحي جماعة الحوثي داخل منزله.

جاء مقتله بعد تسجيل صوتي وثق لحظاته الأخيرة، ظهر فيه ثابتًا شامخًا، مدافعًا عن حقه القانوني والإنساني، رافضًا أن يستسلم للانتهاك الحوثي دون مسوغ شرعي.

الشيخ صالح حنتوس ويكيبيديا .. من هو؟

ينتمي الشيخ صالح حنتوس إلى قبائل محافظة ريمة، ويُعد من الوجاهات الاجتماعية والدينية البارزة في المنطقة. اشتهر بتعليمه القرآن الكريم وإلقاء دروس العلم الشرعي، وبرز اسمه كأحد الدعاة المستقلين الذين لم يخضعوا لسياسات الحوثيين أو هيمنتهم الفكرية، الأمر الذي جعله عرضة للتهديدات المستمرة منذ سنوات.

أسباب مقتل الشيخ صالح حنتوس

في يوم الأحد الماضي، داهمت قوة مسلحة من الحوثيين منزل الشيخ صالح حنتوس بعد حصاره لساعات، إثر رفضه مغادرة منزله أو تسليم نفسه خارج الأطر القانونية. ورغم محاولات استدراجه بطرق عدة، أصر على حقه في المثول أمام النيابة فقط، دون إذلال أو اقتحام مسكنه عنوة.

وخلال المكالمة المسربة بينه وبين القيادي الحوثي، قال الشيخ صالح:

“أنا داخل بيتي، اللي عنده حاجة معي يستدعيني من النيابة، وإذا اقتحمتم بيتي في هذا الشهر الحرام، سأخاصمكم أمام الله، وإن شاء الله أنا اليوم شهيد.”

إلا أن القيادي الحوثي هدده بقصف المنزل ما لم يخرج ويسلم نفسه، لتنتهي المكالمة بقرار المهاجمين اقتحام المنزل وإطلاق النار عليه، ليسقط شهيدًا في بيته وأمام أطفاله وعائلته.

سبب وفاة الشيخ صالح حنتوس الحقيقي

تشير تقارير محلية إلى أن السبب الرئيسي وراء استهداف الشيخ صالح حنتوس كان إصراره على مواصلة تعليم القرآن الكريم وإلقاء الدروس الدينية رغم قرار الحوثيين إغلاق داره التعليمية قبل سنوات. كما ذكرت بعض المصادر أن الحوثيين كانوا يستهدفونه بسبب مواقفه المعارضة لهم داخل منطقته.

في المقابل، ادعى نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين، أن سبب ملاحقتهم له هو رفضه تسليم نفسه للسلطات بسبب موقفه السلبي من دعم الحوثيين لحركة حماس في غزة، إلا أن التسجيل الصوتي الأخير نسف هذه الرواية الحوثية بالكامل، وأكد أنه طالب فقط بالمثول أمام النيابة وبمحامٍ يدافع عنه دون استهداف أو قتل خارج القانون.

ردود الفعل اليمنية على مقتله

أثار مقتله موجة غضب عارمة في الشارع اليمني وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره الناشطون والصحفيون نموذجًا للثبات والكرامة في مواجهة السطوة الحوثية، إذ قال الصحفي أحمد اليفرسي:

“أقام عليهم الحجة حيًا وميتًا، قال لهم: معاكم دعوى؟ عليكم بالنيابة، وأنا أوكل محامي.”

أما الكاتب والسياسي كامل الخوداني فقد علق قائلًا:

“أكثر جملة موجعة قالها حنتوس قبل استشهاده: (فلتوا لي أصحابي، اليوم عندي، بكرة عندهم). تركوه وحيدًا يُقصف منزله وتُنتهك حرماته ويُسفك دمه وهم يتفرجون.”

حادث غامض لأحد المشاركين في قتله

في تطور لاحق، تعرض أحد المشاركين في الحملة الحوثية لقتل الشيخ حنتوس، ويدعى جلال المسوري، لحادث مروري مروع في صنعاء دخل على إثره في غيبوبة، واحتجزته شرطة المرور التي اشترطت ضمانة تجارية للسماح له بالعلاج. وقال شقيقه وليد المسوري إن شقيقه صدم شخصًا آخر يعاني من كسر في الحوض ونقل إلى مستشفى عز الدين الشيباني.

لماذا يمثل مقتل الشيخ حنتوس لحظة مفصلية؟

تؤكد حادثة مقتل الشيخ صالح حنتوس عدة حقائق عن طبيعة الصراع اليمني الحالي:

  • استمرار سياسة الحوثيين في إسكات أي صوت مختلف بالقوة المميتة.
  • صمت المشايخ والوجهاء الآخرين خوفًا على حياتهم أو مصالحهم.
  • غياب سلطة الدولة والقانون في مناطق سيطرة الحوثيين بشكل كامل.
  • تحول المعركة إلى صراع وجودي بين مشروع حرية وشرف قبلي ومشروع طائفي يستخدم الدين غطاءً للبطش والقمع.

فقرة ختامية تحليلية

برحيل الشيخ صالح حنتوس، خسر اليمن صوتًا حرًا جديدًا وقف أمام الظلم بجرأة نادرة. ومثلما قال في آخر كلماته: “اليوم عندي، وبكرة عندهم”، تظل كلماته هذه شاهدًا على خذلان القبيلة اليمنية لأحد رموزها، ودليلًا على أن الاستبداد لا يرحم أحدًا مهما ظن أنه بمنأى عن بطش الطغاة. وستبقى قصته درسًا خالدًا لكل من يظن أن الصمت يجلب الأمان، فثمن الكلمة الحرة غالٍ لكنه يخلد في ضمير الأوطان والتاريخ إلى الأبد.

ندى عبدالرحمن

كاتبة تتمتع بمهارات عالية في سرد القصص وتغطية الأحداث الهامة. تسعى دائمًا لتقديم محتوى مفيد وممتع للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى