صحة

خطة شاملة لمكافحة تفشي جدري القردة في إفريقيا: 600 مليون دولار لاستجابة فعّالة

في خطوة استراتيجية تهدف إلى مكافحة تفشي جدري القردة، دشنت المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية خطة استجابة شاملة على مستوى القارة الإفريقية. جاءت هذه الخطوة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن تفشي المرض في 12 دولة إفريقية يمثل حالة طوارئ عالمية.

مكافحة تفشي جدري القردة

تعتبر مكافحة تفشي جدري القردة من أولويات الصحة العامة في إفريقيا، حيث تواجه القارة تحديات كبيرة بسبب زيادة الإصابات والوفيات المرتبطة بالمرض. تشمل الجهود المبذولة في هذا السياق تنفيذ خطة استجابة شاملة بتكلفة 600 مليون دولار، تهدف إلى السيطرة على تفشي المرض وتعزيز الاستعداد في الدول المتأثرة. تتضمن الخطة المراقبة الدقيقة، إجراء الاختبارات المعملية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى توزيع اللقاحات الضرورية لحماية العاملين في مجال الصحة والسكان الضعفاء. ومع ذلك، فإن التحديات ما زالت قائمة، حيث يتطلب الأمر تنسيقاً مكثفاً وتعاوناً دولياً لمكافحة انتشار جدري القردة بفعالية.

تفاصيل الخطة

تبلغ موازنة الخطة التقديرية حوالي 600 مليون دولار، حيث تم تخصيص 55% منها للاستجابة لتفشي جدري القردة في 14 دولة، بينما يخصص 45% منها لدعم الأنشطة التشغيلية والفنية من خلال شركاء. وتشمل الاستجابة الجوانب التالية:

  1. المراقبة والاختبارات المعملية: تعزيز قدرات المراقبة وإجراء الاختبارات المعملية لتتبع انتشار المرض وتحديد بؤر التفشي.
  2. المشاركة المجتمعية: رفع الوعي في المجتمعات المتضررة وتعزيز الإجراءات الوقائية من خلال التواصل الفعّال مع السكان.
  3. توفير اللقاحات: بالرغم من أن اللقاحات تعد أداة حيوية، إلا أن كاسيا أكد أنها ليست كافية بمفردها لمكافحة المرض.

الوضع الحالي

منذ بداية عام 2024، سُجلت 5549 حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة في إفريقيا، مع 643 حالة وفاة مرتبطة بالمرض. تشكل الحالات في جمهورية الكونغو 91% من العدد الإجمالي. كما أن معظم الإصابات كانت بين الأطفال دون سن الـ15 عاماً.

تدابير الطوارئ واللقاحات

وصلت الدفعة الأولى من اللقاحات إلى عاصمة الكونغو، وهي بؤرة تفشي المرض، بفضل تبرع الاتحاد الأوروبي بـ100 ألف جرعة من لقاح “بافاريان نورديك” الدنماركي. ومن المتوقع وصول 100 ألف جرعة أخرى قريباً. لكن، 200 ألف جرعة لا تزال تمثل جزءاً صغيراً من 3 ملايين جرعة ضرورية لإنهاء تفشي المرض.

التحديات المستقبلية

رغم التقدم في جهود التطعيم، يواجه العاملون في مجال الصحة تحديات كبيرة في مناطق عديدة من الكونغو. وأكد إيمانويل لامبير، ممثل منظمة أطباء بلا حدود في الكونغو، أن التدابير الصحية الأساسية تظل ضرورية بجانب اللقاحات. كما أن حملة التطعيم ستبدأ بالبالغين، مع إعطاء الأولوية للمجموعات الأكثر تعرضاً، وسينظر في إمكانية تطعيم الأطفال في المستقبل القريب بناءً على البيانات الجديدة.

ختامًا: تأتي هذه الجهود المكثفة في وقت حرج، حيث يسعى العالم إلى التصدي لتفشي جدري القردة من خلال استراتيجيات استجابة شاملة. إن التعاون الدولي وتوفير الموارد اللازمة سيكونان مفتاحين في الحد من انتشار المرض وضمان الصحة العامة في القارة الإفريقية.

رنا الشامي

محررة ذات حس إبداعي، تجمع بين الخبرة في تغطية الأخبار والقدرة على جذب القراء بمقالات مشوقة ومفيدة في مختلف المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى