أسباب وفاة الدكتور بهجت بن محمود جنيد ودوره في تطوير التعليم: قصة عطاء لا تُنسى
غيب الموت مساء يوم 23 يناير 2025 الدكتور بهجت بن محمود جنيد، أحد أبرز التربويين في المملكة العربية السعودية، عن عمر يناهز 75 عامًا. أثار خبر وفاته الحزن والأسى في الأوساط التعليمية والثقافية، حيث ترك بصمة لا تُنسى في مجال التربية والتعليم. وحتى الآن لم يتم الإعلان عن موعد الصلاة عليه، ولا تزال الأسباب الدقيقة للوفاة غير معروفة.
من هو الدكتور بهجت بن محمود جنيد؟ ويكيبيديا
النشأة والتعليم
وُلد الدكتور بهجت بن محمود جنيد في مدينة مكة المكرمة عام 1950. نشأ في بيئة تشجع على التعليم، مما ساهم في تشكيل مسيرته الأكاديمية والمهنية اللامعة. أكمل تعليمه الثانوي في مدينة الطائف، ثم التحق بـجامعة الرياض (جامعة الملك سعود حاليًا)، حيث حصل على درجة البكالوريوس في التربية عام 1974.
لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، فقد أكمل دراسته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على درجة الماجستير في الإدارة التربوية والتخطيط من جامعة بولدر عام 1980.
المسيرة المهنية
بدأ الدكتور بهجت جنيد حياته المهنية كمعلم، ولكنه سرعان ما تقلد مناصب إدارية قيادية، منها:
- مدير ثانوية الحوية.
- مدير مدارس الهيئة الملكية في ينبع.
- مدير التعليم بمحافظة العلا.
- مساعد مدير التعليم ومدير الشؤون الفنية في المدينة المنورة.
وفي عام 1994، تقلد الدكتور بهجت منصب مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2009 حين تقاعد عن العمل. خلال فترة إدارته، أحدث الدكتور جنيد تغييرات جذرية في نظام التعليم بالمدينة المنورة، مع التركيز على تطوير المناهج وتحسين بيئة المدارس.
إسهامات الدكتور بهجت جنيد في التعليم
1. تطوير المناهج التعليمية
كان الدكتور بهجت جنيد أحد الرواد في تحسين المناهج التعليمية بالمملكة، حيث عمل على:
- إدخال تقنيات التعليم الحديثة.
- التركيز على تعزيز التفكير النقدي لدى الطلاب.
- تطوير برامج تدريب المعلمين.
2. البنية التحتية للمدارس
في فترة قيادته، اهتم ببناء مدارس جديدة لتلبية احتياجات التوسع السكاني. حرص أيضًا على توفير بيئة تعليمية مثالية تشمل المعامل المجهزة والمكتبات الحديثة.
3. تشجيع الأنشطة الطلابية
آمن الدكتور جنيد بأن التعليم لا يقتصر على الفصول الدراسية فقط. لذلك، أطلق مبادرات تهدف إلى تعزيز الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية للطلاب، مما ساهم في صقل مهاراتهم الشخصية.
4. إلهام الأجيال
كان الدكتور بهجت شخصية قيادية ملهمة، حيث دعم العديد من المبادرات التي تهدف إلى اكتشاف المواهب الطلابية وتنميتها.
ردود الفعل على وفاة الدكتور بهجت جنيد
لقي خبر وفاة الدكتور بهجت جنيد صدى واسعًا على مستوى المملكة. قدم العديد من زملائه ومحبيه تعازيهم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. كما أشادت الشخصيات العامة والأكاديمية بمسيرته الحافلة بالإنجازات، ووصفوه بأنه كان مثالًا للمعلم والقائد المخلص.
تعزية من وزارة التعليم
أصدرت وزارة التعليم بيانًا رسميًا نعت فيه الفقيد، مؤكدة دوره البارز في تطوير قطاع التعليم في المملكة، وخاصة في المدينة المنورة.
حياته الشخصية
الأسرة
كان الدكتور بهجت جنيد أبًا وزوجًا مخلصًا، وكان يُعرف بحبه لأسرته وحرصه على قضاء الوقت معهم. على الرغم من انشغاله بمسيرته المهنية، إلا أنه كان يدرك أهمية الأسرة في بناء المجتمع.
الاهتمامات
عُرف الدكتور بهجت بشغفه بالقراءة، وخاصة في مجالات التربية والإدارة. كما كان يعشق السفر واكتشاف الثقافات المختلفة، مما انعكس على رؤيته الشاملة في مجال التعليم.
التكريمات التي حصل عليها
حصل الدكتور بهجت جنيد على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لجهوده في تحسين التعليم، منها:
- درع التميز التربوي من وزارة التعليم.
- وسام الخدمة المتميزة على مستوى منطقة المدينة المنورة.
- شهادات تقدير من مؤسسات تعليمية وجمعيات أهلية.
الدروس المستفادة من مسيرة الدكتور بهجت جنيد
- الإصرار على التعلم المستمر: لم يتوقف الدكتور جنيد عند مرحلة معينة، بل استمر في تطوير نفسه أكاديميًا ومهنيًا.
- التفاني في العمل: كانت حياته المهنية مثالًا يحتذى به في الإخلاص والالتزام.
- التركيز على الأجيال القادمة: سعى جاهدًا لتحسين جودة التعليم لصالح الأجيال القادمة.
ختامًاكان الدكتور بهجت بن محمود جنيد رمزًا للتميز في مجال التعليم، وقائدًا أحدث تغييرًا إيجابيًا استمر تأثيره حتى بعد تقاعده. ستظل ذكراه خالدة في قلوب كل من عمل معه أو استفاد من جهوده. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.