إبراهيم حويجة.. رجل المخابرات القوي الذي سقط أخيرًا

في مفاجأة مدوية، أعلنت السلطات السورية اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، أحد أقوى رجال المخابرات الجوية السورية، والمتهم بتنفيذ مئات الاغتيالات خلال حكم حافظ الأسد، أبرزها اغتيال كمال جنبلاط عام 1977.

كيف انتقل هذا الرجل من كونه ظل النظام السوري إلى أن يصبح مطلوبًا للعدالة؟ ما حقيقة الجرائم المنسوبة إليه؟ ولماذا تم إلقاء القبض عليه الآن بعد عقود من النفوذ والسلطة؟.

في هذا التقرير، نكشف القصة الكاملة لمسيرة إبراهيم حويجة، وأسرار اعتقاله، وتداعيات ذلك على المشهد السوري واللبناني بعد اعتقال اللواء إبراهيم حويجة الذي يعتبر نهاية حقبة من الغموض​.

إبراهيم حويجة: من قمة السلطة إلى قفص الاتهام​

اللواء إبراهيم حويجة، أحد أبرز الشخصيات الأمنية في سوريا، شغل منصب رئيس إدارة المخابرات الجوية خلال فترة حكم الرئيس حافظ الأسد، وُلد في قرية عين شقاق التابعة لمدينة جبلة بمحافظة اللاذقية.

بدأ حياته العسكرية في القوات الجوية السورية، حيث تدرج في المناصب حتى أصبح من المقربين للرئيس حافظ الأسد.​

الحياة الشخصية

ينتمي اللواء حويجة إلى عائلة معروفة في الساحل السوري، ابنته، كنانة حويجة، عملت مذيعة في التلفزيون السوري، وبرزت كوسيط في عمليات المصالحة والتسويات خلال سنوات الأزمة السورية.

كما أن ابنه، مضر حويجة، ارتبط اسمه بعالم الأعمال في سوريا، حيث تعاون مع رجال أعمال بارزين في مشاريع مختلفة.​

المسيرة العسكرية والأمنية

في عام 1987، تولى اللواء حويجة رئاسة إدارة المخابرات الجوية، خلفًا للواء محمد الخولي، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2002.

خلال فترة توليه، لعب دورًا محوريًا في تعزيز نفوذ النظام السوري داخليًا وخارجيًا، وكان له تأثير كبير في السياسات الأمنية والعسكرية.

كما يُذكر أن حويجة كان له دور في تأسيس جهاز المخابرات الجوية مع اللواء الخولي، مما جعله شخصية محورية في أوساط المخابرات السورية.​

الاتهامات والجدل

تُوجه إلى اللواء حويجة اتهامات بالإشراف على العديد من العمليات الأمنية الحساسة، بما في ذلك مزاعم تورطه في اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط عام 1977. على الرغم من عدم وجود تأكيدات رسمية حول هذه الاتهامات، إلا أنها ظلت تلاحقه طوال مسيرته.​

تفاصيل اعتقال رئيس المخابرات الجوية السورية السابق​

في 6 مارس 2025، أعلنت السلطات السورية اعتقال اللواء إبراهيم حويجة في مدينة جبلة. ووفقًا لمصادر أمنية، فإن حويجة متهم بتنفيذ مئات الاغتيالات خلال عهد الرئيس حافظ الأسد، بما في ذلك الإشراف على اغتيال كمال جنبلاط.

جاء هذا الاعتقال في ظل توترات أمنية شهدتها المنطقة، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة تابعة لفلول النظام السابق.​

ردود الفعل

أثار اعتقال اللواء حويجة ردود فعل واسعة، خاصة في الأوساط اللبنانية، وليد جنبلاط، نجل كمال جنبلاط، علق على الخبر بعبارة “الله أكبر“، معبرًا عن ارتياحه لهذا التطور.

كما تناولت وسائل الإعلام العربية والدولية الحدث بتغطية واسعة، مسلطة الضوء على دور حويجة في الحقبة السابقة والتهم الموجهة إليه.​

يُعتبر اللواء إبراهيم حويجة من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ السوري الحديث، فبينما يُنسب إليه تعزيز دور المخابرات الجوية في حماية النظام، تُوجه إليه اتهامات بارتكاب انتهاكات واغتيالات سياسية.

يبقى اعتقاله حدثًا مهمًا قد يكشف عن تفاصيل جديدة حول تلك الفترة الحساسة من تاريخ سوريا ولبنان.​

رنا الشامي

محررة ذات حس إبداعي، تجمع بين الخبرة في تغطية الأخبار والقدرة على جذب القراء بمقالات مشوقة ومفيدة في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى