مجازر الساحل السوري وإعدامات علنية: مقتل أكثر من 300 مدني من الطائفة العلوية وسط صمت العالم

ليل دام في سوريا مجازر تبيد الطائفة العلوية ، فعندما يتوارى القمر خلف غيوم الفوضى، وحين تصمت الأصوات تحت وطأة الرصاص، تولد ليلة أخرى من المجازر الدامية في سوريا، لم يكن يوم 7 مارس 2025 مجرد رقم جديد يُضاف إلى تقويم الموت، بل كان شاهداً على واحدة من أبشع المجازر التي استهدفت الطائفة العلوية، حيث قُتل أكثر من 300 مدني، بينهم أطفال ونساء، في تسع مدن سورية خلال حملة دموية امتدت على مدى أيام.

مشاهد الإعدامات الجماعية، والجثث الملقاة من الطائفة العلوية في الشوارع، وصيحات الاستغاثة التي لم تجد من يجيبها، لم تكن سوى فصل جديد من المأساة السورية المستمرة.

تطرح التساؤلات القاتلة نفسها: من المستفيد من إذكاء نار الفتنة الطائفية؟ وإلى متى سيظل المجتمع الدولي متفرجاً على مأساة تتكرر بصور أكثر وحشية؟.

في هذا التقرير، نكشف تفاصيل مجازر الساحل السوري مارس 2025، ونرصد تداعيات مقتل الشيخ العلوي البارز شعبان منصور ونجله، كما نسلط الضوء على ردود الفعل المحلية والدولية، ونستشرف السيناريوهات القادمة في ظل هذا التصعيد الخطير.

تفاصيل مجازر الطائفة العلوية في الساحل السوري

في 6 مارس 2025، شهدت المناطق الساحلية في سوريا سلسلة من الأحداث الدامية التي استهدفت الطائفة العلوية، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في 9 مدن وقرى سورية، هذه المجازر أثارت موجة من الغضب والاستنكار على المستويين المحلي والدولي، وتساؤلات حول مستقبل التعايش السلمي في البلاد.​

مجازر الطائفة العلوية

وفقًا لتقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم 8 آذار/مارس 2025، وقعت 5 مجازر مروعة في مناطق متفرقة من الساحل السوري يوم الجمعة، 7 مارس 2025، أسفرت عن مقتل 162 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال.

أبرز هذه المجازر حدثت في مدينة بانياس بريف طرطوس، حيث قُتل 60 مدنيًا، بينهم 10 نساء و5 أطفال، في هجوم مكثف وإعدام جماعي بالرصاص. ​

في قرية المختارية بريف اللاذقية، أظهر مقطع فيديو جثث 20 رجلًا على الأقل مسجاة قرب بعضها البعض، بعضها ملطخ بالدماء على جانب الطريق في وسط البلدة.

كما تمكنت وكالة رويترز من التحقق من موقع تصوير مقطع الفيديو في المختارية قرب طريق سريع باستخدام مضاهاة للطريق وبنايات وأشجار ومرافق تظهر في صور للأقمار الصناعية للبلدة. ​

وفي قرية الشير بريف اللاذقية، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 24 حالة إعدام جماعي، بالإضافة إلى 38 قتيلًا في قرية المختارية، حيث أُطلق الرصاص عليهم من مسافات قريبة.

لم تكن هذه المجازر مجرد عمل انتقامي عابر، بل كانت إعلاناً صارخاً بأن دائرة العنف لم تُغلق بعد، وأن نزيف الدم السوري ما زال مستمراً بلا نهاية، ومع انتشار مقاطع الفيديو المروعة التي توثق الإعدامات العلنية، وتوالي التقارير الحقوقية التي تؤكد تصاعد الهجمات الطائفية.

مقتل الشيخ شعبان منصور ونجله

في تطور مأساوي آخر، أُعلن عن مقتل الشيخ العلامة شعبان منصور شيخ الطائفة العلويين ، البالغ من العمر 90 عامًا، ونجله، بعد اعتقالهما من قبل قوات النظام السوري.

الشيخ منصور، من قرية سقلبية، كان من أبرز الرموز الدينية للطائفة العلوية في عموم سوريا، ومعروف بدعوته الدائمة إلى الإنسانية والسلام.

الشيخ شعبان منصور
الشيخ شعبان منصور

وقد عُثر على جثمانه امس الجمعة ملقى على أطراف مدينة سلحب في الساحل السوري، بعد ساعات من اعتقاله مساء الخميس. ​

ردود الفعل المحلية والدولية

أثارت هذه الأحداث ردود فعل واسعة على المستويين المحلي والدولي. دعا بعض أفراد الطائفة العلوية المجتمع الدولي إلى التدخل لحمايتهم من الأعمال الانتقامية والتصعيد المستمر.

كما أعربت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف واستهداف المدنيين على أساس طائفي.​

الأسباب والتداعيات المحتملة

تُعزى هذه المجازر إلى التوترات المستمرة بين قوات الأمن السورية والجماعات المسلحة الموالية للنظام السابق، والتي تصاعدت بعد سقوط نظام بشار الأسد وشكلت كيانات مسلحة هددت النظام وطالبت بسقوط الحكم المؤقت وعودة النظام السابق.

يُخشى أن يؤدي استمرار هذه الأعمال الانتقامية إلى تفاقم الصراعات الطائفية وزعزعة استقرار المناطق التي كانت تشهد هدوءًا نسبيًا.

كما أن استهداف الرموز الدينية، مثل الشيخ شعبان منصور، قد يزيد من حدة الاحتقان ويؤثر سلبًا على جهود المصالحة الوطنية.​

دعوات إلى التهدئة والمصالحة

في ظل هذه الأوضاع المتأزمة، تتعالى الأصوات الداعية إلى التهدئة وضبط النفس. يؤكد المراقبون على ضرورة بدء حوار وطني شامل يضم جميع مكونات المجتمع السوري، بهدف تحقيق المصالحة الوطنية وتجنب الانزلاق نحو مزيد من العنف والفوضى.

بعد استهداف الرموز الدينية من أبناء الطائفة العلوية في سوريا ، برزت اصوات عدة لدعوات للمصالحة بعد مجازر مارس 2025 في الساحل السوري، كما تُشدد المنظمات الدولية على أهمية حماية المدنيين وضمان عدم استهدافهم في الصراعات المسلحة.​

وفي الختام ، تشكل مجازر الطائفة العلوية في الساحل التي استهدفت المدنين ورجال الدين من الطائفة العلوية في مارس 2025 تذكيرًا مؤلمًا بالتحديات التي تواجهها سوريا في مرحلة ما بعد الصراع.

إن تحقيق السلام والاستقرار يتطلب جهودًا حثيثة من جميع الأطراف، والتركيز على بناء دولة القانون التي تحمي حقوق جميع مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو العرقية.​

نورا الحسن

محررة متعددة المهارات تتميز بقدرتها على التكيف مع مختلف المجالات. تقدم محتوى يجمع بين الفائدة والإثارة، ويعكس اهتمامات قراء من مختلف الخلفيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى