سبب وفاة الشيخ أحمد بن علي سير مباركي: مسيرة علم وإرث خالد
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودع العالم الإسلامي يوم 16 رجب 1446هـ الشيخ أحمد بن علي سير مباركي، أحد أبرز علماء الأمة الإسلامية، وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، وعضو إدارة البحوث العلمية والإفتاء، وعضو المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة. كان الفقيد رمزًا للعلم والفقه، وترك وراءه إرثًا علميًا وروحيًا كبيرًا.
من هو الشيخ أحمد بن علي سير مباركي؟
ولد الشيخ أحمد بن علي سير مباركي عام 1368هـ في قرية المنصورية بمنطقة جازان، حيث نشأ في بيئة متواضعة تعتز بالقيم الإسلامية والعلم. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم انتقل إلى طلب العلم الشرعي، حيث تميز بذكائه ونبوغه. تخرج في كلية الشريعة وتخصص في علوم الفقه والفتوى، مما أهّله ليكون أحد أبرز علماء المملكة العربية السعودية.
مسيرته العلمية والعملية
كرّس الشيخ أحمد حياته لخدمة العلم والدعوة، حيث شغل العديد من المناصب العلمية والدينية، كان أبرزها:
- عضو هيئة كبار العلماء: عمل على تقديم الفتاوى الشرعية والنصائح الدينية التي انعكست إيجابًا على المجتمع الإسلامي.
- عضو إدارة البحوث العلمية والإفتاء: ساهم في إعداد البحوث والدراسات الشرعية الدقيقة، وكان من أبرز المراجع في القضايا الفقهية.
- عضو المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي: مثّل المملكة في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية التي تهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية ونشر الفقه الوسطي.
كان الشيخ أحمد بن علي سير مباركي معروفًا بحكمته واعتداله في إصدار الفتاوى، حيث حرص على التيسير على المسلمين والتأني في إصدار الأحكام.
سبب وفاة الشيخ أحمد بن علي سير مباركي
فارق الشيخ أحمد الحياة في يوم 16 رجب 1446هـ عن عمر ناهز 78 عامًا، إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة ألمت به في الفترة الأخيرة. وعلى الرغم من محاولات الأطباء لإنقاذه، انتقل إلى جوار ربه في مكة المكرمة، مخلفًا فراغًا كبيرًا في الساحة العلمية والدينية.
ردود الفعل على وفاة الشيخ أحمد بن علي سير مباركي
أثارت وفاة الشيخ أحمد بن علي سير مباركي حزنًا عميقًا في الأوساط الدينية والعلمية. وقد قدم عدد كبير من العلماء والمشايخ والشخصيات العامة التعازي لعائلته ومحبيه.
- كتب أحد زملائه في هيئة كبار العلماء:
“رحم الله الشيخ أحمد بن علي سير مباركي، فقد كان عالمًا ناصحًا، وصوتًا للحق والاعتدال. ترك إرثًا لن يُنسى.” - كما غرّدت رابطة العالم الإسلامي على منصتها:
“بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى الشيخ أحمد بن علي سير مباركي، أحد أبرز أعضاء المجمع الفقهي. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته.”
إسهاماته في المجتمع الإسلامي
لم تكن حياة الشيخ أحمد مقتصرة على العمل الأكاديمي فقط، بل امتدت إلى الدعوة والإرشاد في المساجد والملتقيات العلمية. ومن أبرز إسهاماته:
- تعزيز قيم الاعتدال: كان من الداعمين لمنهج الوسطية في الإسلام، ودعا إلى نبذ التطرف والغلو.
- التأليف والبحث: ساهم بعدد من المؤلفات والبحوث الشرعية التي تُعد مرجعًا مهمًا للطلاب والعلماء.
- إصلاح ذات البين: كان يُعرف بحكمته وحنكته في حل النزاعات بين الناس، مما جعله شخصية محبوبة ومحل ثقة.
وصيته وتأثيره الروحي
كان الشيخ أحمد من العلماء الذين يدعون إلى التمسك بالقيم الإسلامية النبيلة، ومن أبرز وصاياه:
- الحرص على طلب العلم الشرعي ونشره بين الأجيال.
- تعزيز الأخلاق والتسامح بين المسلمين.
- التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية كمنهج للحياة.
مراسم التشييع والعزاء
شُيع جثمان الشيخ أحمد بن علي سير مباركي يوم الأربعاء، حيث صُلّي عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة بحضور عدد كبير من العلماء والشخصيات العامة وأفراد عائلته.
وأُقيمت مراسم العزاء في مسقط رأسه بمنطقة جازان، حيث توافد الناس لتقديم واجب العزاء لعائلته، مشيدين بسيرته العطرة وإسهاماته العظيمة.