اعمال الليلة الثالثة و العشرون من شهر رمضان ٢٠٢٥ – ١٤٤٦
ليلة القدر هي إحدى الليالي المباركة في شهر رمضان، والتي تمتاز بعظم الأجر والمغفرة، حيث يقال إن عبادتها خير من عبادة ألف شهر. ليلة 23 رمضان هي إحدى الليالي المحتملة لليلة القدر، ومن بين أعظم ليالي شهر رمضان المبارك.
فضل اعمال الليلة الثالثة و العشرون من شهر رمضان
عن النبي محمد صلى الله عليه وآله، ورد أنه قال:
“شهر رمضان سيد الشهور، و ليلة القدر سيدة الليالي”.
كما ذكر في الحديث الصحيح:
“من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر الله ما تقدّم من ذنبه”.
أما الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام فقد قال:
“من أحيى ليلة القدر غُفرت له ذنوبه، ولو كانت عدد نجوم السماء، ومثاقيل الجبال، ومكائيل البحار”.
جميع أعمال ليلة 23 رمضان 1446/ 2025
القسم الأول: الأعمال العامة التي تشترك فيها هذه الليلة مع سائر ليالي القدر:
الغسل: يُستحب أن يغتسل عند غروب الشمس، ليكون الشخص طاهرًا لصلاة العشاء.
صلاة ركعتين: في كل ركعة، بعد الفاتحة، يقرأ التوحيد سبع مرات، ثم يقول:
“أستغفر الله وأتوب إليه” سبعين مرة، وهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله: “من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه”.
نشر المصحف الشريف: يُستحب فتح المصحف وتلاوته مع الدعاء بقول:
“اللهم إني أسالك بكتابك وما فيه، وبأسمائك الحسنى، أن تجعلني من عتقاء النار”.
وضع المصحف على الرأس: بعد وضع المصحف على الرأس، يدعو بالدعاء الخاص الذي يتضمن ذكر أئمة أهل البيت عليهم السلام مثل:
“بك يا الله، بمحمد، بعلي، بفاطمة، بالحسن، بالحسين” وغيرها من أسمائهم الكريمة.
زيارة الإمام الحسين عليه السلام: عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: “إذا كانت ليلة القدر، نادى منادٍ من السماء السابعة أن الله قد غفر لمن زار قبر الحسين”.
إحياء الليلة بالعبادة: يُستحب إحياء هذه الليلة بالصلاة، الدعاء، وقراءة القرآن، إذ عن النبي صلى الله عليه وآله: “من أحيى ليلة القدر غُفرت له ذنوبه”.
صلاة مئة ركعة: في كل ركعة تقرأ الفاتحة ثم التوحيد عشر مرات.
قراءة دعاء خاص: أحد الأدعية المأثورة التي يُستحب قراءتها في هذه الليلة هو دعاء:
“اللهم إني أمسيت لك عبدًا داخرا، لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا، فصلي على محمد وآل محمد”.
دعاء الجوشن الكبير: هو من الأدعية التي يتم قراءتها في ليالي القدر، ويمكن العثور على نصه الكامل في المصادر.
القسم الثاني: الأعمال المشتركة في الليالي العشر الأخيرة من رمضان:
تتضمن الأعمال المأثورة خلال هذه الليالي العشر الدعاء التالي عن الإمام الصادق عليه السلام:
“أعوذ بجلال وجهك الكريم أن ينقضي عني شهر رمضان أو يطلع الفجر من ليلتي هذه ولك قبل ذنب أو تبعة تعذبني عليها”.
كما يُستحب قراءة الدعاء الذي روي عن الإمام الصادق:
“اللهم إني أسالك بما سألته به ملائكتك المقربون، وأنبياؤك المرسلون، وعبادك الصالحون أن تصلي على محمد وآل محمد”.
القسم الثالث: الأعمال الخاصة بهذه الليلة
قراءة سور معينة: يُستحب قراءة سورة العنكبوت و سورة الروم في هذه الليلة. فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
“من قرأ سورة العنكبوت وسورة الروم في ليلة 23 فهو من أهل الجنة”.
قراءة سورة الدخان وسورة القدر: يُستحب قراءة سورة الدخان وسورة القدر في هذه الليلة المباركة.
الدعاء الخاص: أحد الأدعية الخاصة بهذه الليلة هو:
“يا رب ليلة القدر، وجاعلها خيرًا من ألف شهر، يا باريء، يا مصوّر، يا حنان، يا منّان، يا الله”.
دعاء موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام): الدعاء المروي عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام:
“اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم، ومن القضاء الذي لا يُرد ولا يُبدل، أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام”.
الدعاء بالرزق والعمر: دعاء آخر مأثور هو:
“اللهم مدد لي في عمري، وأوسع لي في رزقي، وبلّغني أملي، وإن كنت من الأشقياء فامحني من الأشقياء، واكتبني من السعداء”.
ليلة القدر: نفحات من السماء تهبط على الأرض
ليلة القدر… هي أعظم ليالي العام، لحظة سماوية تمتد من الغروب إلى الفجر، فيها يُكتب الأجل، وتُقدّر الأرزاق، وتتنزل الملائكة بالرحمة والسلام. هي الليلة التي قال عنها الخالق في كتابه: “ليلة القدر خير من ألف شهر”، أي أن العمل فيها يفوق عبادة ثلاثٍ وثمانين سنة.
تهبّ فيها نسائم الطمأنينة، وتغمر القلوب سكينة لا توصف، وكأنّ الزمن يتباطأ احترامًا لجلالها. لا يُعرف توقيتها يقينًا، لكنها تتخفّى في العشر الأواخر من رمضان، تنتظر من يُحييها إيمانًا واحتسابًا، لتمحو ذنبه وتفتح له أبواب الرحمة من حيث لا يدري. إنها هبة من الله، لا تُشترى ولا تُستعار، بل تُرتجى وتُدرك بالنية والقيام والدعاء.
