اليكم قيمة زكاة الفطر 2025 في كندا: المقدار النقدي والعيني وأحكامها الشرعية
مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، يبحث المسلمون في كندا عن مقدار زكاة الفطر 1446 هـ – 2025 م، حيث تُعد زكاة الفطر من الفروض الإسلامية الواجبة التي يجب إخراجها قبل صلاة عيد الفطر. وهي وسيلة لتطهير الصائم من أي تقصير قد يكون وقع فيه أثناء الصيام، كما أنها تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين حتى يتمكنوا من الاحتفال بالعيد.
تختلف قيمة زكاة الفطر من دولة إلى أخرى بناءً على متوسط أسعار الغذاء الأساسي في كل بلد، وتقوم المؤسسات الإسلامية في كندا بتحديدها سنويًا وفقًا لمتطلبات الحياة المعيشية هناك. في هذا المقال، سنستعرض مقدار زكاة الفطر لعام 2025 في كندا، كيفية إخراجها، ولمن تُعطى، بالإضافة إلى الأحكام الشرعية المتعلقة بها.
ما هي زكاة الفطر؟
تعريف زكاة الفطر
زكاة الفطر هي زكاة واجبة على كل مسلم بالغ أو صغير، غني أو فقير قادر، يتم دفعها في نهاية شهر رمضان لتطهير الصائم من اللغو والرفث، وتحقيق التكافل الاجتماعي من خلال مساعدة الفقراء والمحتاجين يوم العيد.
مشروعية زكاة الفطر من القرآن والسنة
زكاة الفطر من العبادات الثابتة في الشريعة الإسلامية، وقد وردت مشروعيتها في العديد من النصوص الشرعية:
قال الله تعالى:
“وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” (البقرة: 43).عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال:
“فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر من رمضان على الناس، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى من المسلمين.” (رواه البخاري ومسلم).
مقدار زكاة الفطر 2025 في كندا
أعلنت المجالس الإسلامية في كندا أن مقدار زكاة الفطر لعام 1446 هـ – 2025 م هو:
- تبلغ القيمة النقدية: 12 دولارًا كنديًا عن كل فرد مسلم.
- كما يبلغ المقدار العيني نحو: 2.5 كيلوغرام من الأرز، القمح، الشعير، أو الطحين.
- تنويه:يجوز إخراج زكاة الفطر بالطعام المتوفر في السوق الكندي بما يحقق الفائدة للفقراء.
وقت إخراج زكاة الفطر في كندا 2025
1. وقت الوجوب الشرعي
يبدأ وقت وجوب زكاة الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان، ويستمر حتى قبل صلاة عيد الفطر.
2. أفضل وقت لإخراجها
يُستحب إخراجها قبل صلاة العيد مباشرة حتى تصل إلى مستحقيها في الوقت المناسب.
3. جواز تعجيلها
يمكن إخراج زكاة الفطر من بداية شهر رمضان، خاصة إذا كان ذلك أنفع للفقراء والمحتاجين.
4. تحذير من تأخيرها
يحرم تأخير إخراجها إلى ما بعد صلاة العيد، ومن فعل ذلك فقد فاتته الزكاة وأصبحت مجرد صدقة عادية.
قال النبي ﷺ:
“من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.” (رواه أبو داود وابن ماجه).
لمن تُعطى زكاة الفطر في كندا؟
تُعطى زكاة الفطر للفقراء والمحتاجين وفق الحديث النبوي:
قال رسول الله ﷺ:
“طعمة للمساكين.” (رواه أبو داود).
شروط مستحقي زكاة الفطر
✅ أن يكونوا مسلمين، فلا يجوز دفعها لغير المسلمين.
✅ أن يكونوا فقراء أو محتاجين لا يملكون ما يكفي لسد حاجاتهم الأساسية يوم العيد.
✅ يُفضل توزيعها داخل المدينة التي يعيش فيها المسلم، إلا إذا دعت الحاجة لنقلها إلى منطقة أخرى أكثر احتياجًا.
✅ لا يجوز إعطاؤها للأقارب الذين تجب على المسلم نفقتهم، مثل الأبناء أو الوالدين.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا في كندا؟
نعم، أجازت المجالس الإسلامية في كندا إخراج زكاة الفطر نقدًا بقيمة 12 دولارًا كنديًا، إذا كان ذلك أنفع للفقراء، وهو ما ذهب إليه بعض الفقهاء مثل الحنفية ومتأخري المالكية.
أدلة جواز دفعها نقدًا:
- رأى عمر بن عبد العزيز أن دفعها نقدًا قد يكون أكثر فائدة للفقراء.
- قال الإمام البخاري: “وأجاز أبو حنيفة إخراج نصف صاع من الحنطة أو قيمتها نقدًا.”
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “الأفضل إخراجها بما ينفع الفقراء أكثر، سواء أكان طعامًا أو مالًا.”
مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في كندا
تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في كندا عن الدول الإسلامية، حيث يلتزم المسلمون بالقوانين المحلية مع ممارسة شعائر العيد وفق الإمكانات المتاحة. ومن أبرز المظاهر:
✅ أداء صلاة العيد في المساجد والمراكز الإسلامية.
✅ تبادل الزيارات العائلية والتهاني بين المسلمين.
✅ إقامة موائد الإفطار الجماعية في المجتمعات المسلمة.
✅ الخروج في نزهات مع الأصدقاء والعائلات لقضاء وقت ممتع.
تمنح بعض الشركات والمؤسسات في كندا إجازة رسمية للمسلمين بمناسبة العيد، خاصة في المدن الكبرى مثل تورونتو، فانكوفر، ومونتريال.
الخاتمة
تمثل زكاة الفطر نموذجًا عمليًا للتلاحم الحقيقي بين أفراد المجتمع الإسلامي، فهي تمنح المسلمين فرصة للتعبير عن تضامنهم وتكاتفهم مع الفئات الأكثر احتياجًا، وتجسد صورةً رائعةً من صور المودة والتآزر التي حثّ عليها الإسلام.
ويزداد تأثير زكاة الفطر بشكلٍ خاص في المجتمعات التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، إذ تصبح هذه الزكاة بمثابة دعمٍ فوري وعاجلٍ للأسر المحتاجة، تُعينهم على تجاوز الأزمات وتحقيق قدر من الاستقرار في أيام العيد.
وبهذا تترسّخ لدى الجميع فكرة أن الإسلام دين الرحمة والسلام، وأن تشريعاته جاءت لتزرع في النفوس معاني الألفة والمحبة، ولتحقق مجتمعًا متماسكًا يُشبه في تكاتفه وتعاضده الجسد الواحد، الذي يشعر فيه الجميع بالأمان والطمأنينة والسعادة.