ظاهرة اللانينا وتأثيراتها على مناخ السعودية والعالم شتاء 2024
سنتناول في هذا المقال ظاهرة مناخية تُعرف باسم “اللانينا”، والتي تُعد من بين الظواهر الطبيعية التي تُحدث تغيرات كبيرة في أنماط الطقس حول العالم، بما في ذلك السعودية. يتوقع الخبراء أن يشهد هذا الشتاء تغيرات غير مسبوقة في المناخ، مما يجعل فهم ظاهرة “اللانينا” ضروريًا للاستعداد لهذه التقلبات الجوية. سنتعرف في هذا المقال على مفهوم هذه الظاهرة وأسبابها وتأثيراتها المتوقعة على مناخ المملكة خلال الأشهر القادمة.
ما هي ظاهرة اللانينا؟
“اللانينا” هي ظاهرة مناخية تتسم بانخفاض درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ الاستوائي بشكل غير معتاد. تختلف “اللانينا” عن ظاهرة “النينو” التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة في نفس المنطقة. تحدث “اللانينا” عندما تكون الرياح التجارية قوية وتدفع المياه السطحية الدافئة بعيدًا عن السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية، مما يسمح للمياه الباردة العميقة بالارتفاع إلى السطح. يؤدي هذا التغير في درجات الحرارة إلى اضطرابات مناخية تتراوح بين البرودة الشديدة والجفاف، والعواصف والأمطار في بعض المناطق.
تأثير ظاهرة “اللانينا” على المناخ العالمي
تؤثر ظاهرة “اللانينا” بشكل كبير على أنماط الطقس العالمية، حيث تتسبب في تغييرات متنوعة في الظروف الجوية عبر القارات. قد تؤدي هذه الظاهرة إلى فصول شتاء شديدة البرودة في بعض المناطق، بينما تسبب جفافًا غير معتاد في مناطق أخرى. كما تؤدي “اللانينا” إلى تغييرات في نمط هطول الأمطار، مما يؤثر على الزراعة والبيئة والاقتصادات المحلية. تختلف تأثيرات “اللانينا” من عام لآخر، وتعتمد على التفاعل مع الأنظمة المناخية الأخرى.
تأثير “اللانينا” على مناخ السعودية هذا الشتاء
يشير الدكتور منصور المزروعي، خبير التغير المناخي في جامعة الملك عبدالعزيز، إلى أن السعودية ستشهد شتاءً مميزًا هذا العام بسبب تأثيرات “اللانينا”. يتوقع الخبراء أن تؤدي هذه الظاهرة إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ في معظم المناطق، مع احتمالية زيادة العواصف الغبارية وقلة الأمطار. المناطق الجنوبية مثل جازان وعسير والباحة قد تكون استثناءً، حيث يُتوقع أن تشهد هطول أمطار متفرقة.
المناطق الأكثر تأثرًا في السعودية بظاهرة “اللانينا”
تشمل المناطق التي ستتأثر بشكل كبير في السعودية بسبب “اللانينا” كل من تبوك، الحدود الشمالية، الجوف، حائل، القصيم، الرياض، ومعظم أجزاء المنطقة الشرقية. أما المناطق الغربية، مثل مدينة جدة، فمن المتوقع أن تشهد أمطارًا معتدلة خلال شهر نوفمبر مع ثلاث حالات مطرية متوقعة، دون توقع غزارة كبيرة في هذه الأمطار.
دور الرياح القارية الباردة في الشتاء السعودي
من العوامل التي ستساهم في برودة الطقس هذا الشتاء هو تأثير الرياح القارية الباردة التي تتوغل من الشمال الشرقي إلى داخل السعودية. هذه الرياح لا تواجه عوائق جغرافية تمنع وصولها إلى المناطق الوسطى والجنوبية، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير في تلك المناطق. وتساهم الأنظمة الجوية الأخرى، مثل منخفض السودان الموسمي ومرتفع سيبريا، في زيادة تعقيد تأثيرات “اللانينا” على الأجواء.
نظرة إلى أشد موجات البرد في السعودية
بالنظر إلى التاريخ، كانت السعودية قد شهدت موجات برد قاسية في الماضي، كان أشدها في يناير 2008، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية مثل -7 درجة مئوية في القصيم، -10 درجة مئوية في حائل، و-9 درجة مئوية في القيصومة. استمرت هذه الموجة القارسة لمدة 11 يومًا تحت الصفر المئوي، مما يبرز أهمية الاستعداد لموجات البرد التي قد تحدث بسبب “اللانينا”.
كيفية استعداد السكان لتأثيرات “اللانينا”
مع توقعات بشتاء بارد وجاف بسبب ظاهرة “اللانينا”، من المهم أن يتخذ السكان في السعودية الإجراءات اللازمة للتعامل مع الطقس القاسي. ينصح بتجهيز المنازل بأنظمة تدفئة مناسبة، وتوفير الملابس الشتوية الثقيلة، والاستعداد للعواصف الغبارية المحتملة. كما يُفضل متابعة التقارير الجوية بشكل دوري للحصول على تحديثات حول حالة الطقس.
ختامًا: “اللانينا” وتغيرات المناخ في السعودية
تعكس ظاهرة “اللانينا” مدى تعقيد التغيرات المناخية وكيف يمكن أن تؤثر على أنماط الطقس في مختلف أنحاء العالم. من المهم الاستعداد لهذه الظاهرة والتعرف على تأثيراتها المحتملة على الحياة اليومية، حيث يمكن لهذه التغيرات أن تؤثر بشكل كبير على القطاعات الزراعية والاقتصادية والبيئية.